تعد الحروق من الإصابات الشائعة التي يواجهها الكثيرون في حياتهم اليومية، سواء في المطبخ أو أثناء التعرض للشمس أو نتيجة حوادث بسيطة، وعلى الرغم من أن ردّ الفعل السريع يكون غالبًا بوضع الثلج لتبريد المنطقة المصابة وتخفيف الألم، إلا أن هذه الخطوة قد تكون ضارة أكثر مما هي نافعة، إذ إن استخدام الثلج مباشرة على الجلد المحترق يمكن أن يفاقم الإصابة، ويؤدي إلى تلف الأنسجة وزيادة الالتهاب.

أضرار وضع الثلج على الحروق

في السطور، نوضح المخاطر المرتبطة بوضع الثلج على الحروق، ونعرض الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الإصابات لضمان تعافي الجلد بأمان وسرعة.

تفاقم الأضرار على الأنسجة المتضررة

عند وضع الثلج على الحرق، قد يسبب انخفاض درجة الحرارة المفاجئ أذي للطبقة السطحية من الجلد، فالتعرض لهذه البرودة القاسية يؤدي للمزيد من التلف في الأنسجة.

كما يمكن أن يتسبب ذلك في زيادة تدمير الأنسجة في منطقة الحرق، خاصة إذا كانت الإصابة شديدة، فالثلج يمكن أن يسبب تضيق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، وبالتالي يبطئ عملية الشفاء.

الصدمة الناتجة عن البرودة المفاجئة

يؤدي تطبيق الثلج مباشرة على الجلد المتضرر إلى إحداث صدمة في الأنسجة، وهو ما قد يزيد الألم بدلاً من تخفيفه خصوصًا في الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة، فقد يسبب الثلج مزيدًا من الألم والتهيج، ويؤدي إلى تحفيز استجابة مناعية مفرطة مما يتسبب في تعقيد العلاج.

تأخير عملية الشفاء

الثقافة السائدة بين العديد من الناس هي أن الثلج يمكن أن يساعد في تخفيف الحروق بسرعة، ولكن في الواقع، يمكن أن يؤدي وضع الثلج إلى تأخير عملية الشفاء، وذلك لأن انخفاض درجة حرارة الجلد يؤدي إلى تقليل تدفق الدم، مما يعيق وصول الأوكسجين والمغذيات إلى الأنسجة المتضررة، فالدم ضروري لعملية الشفاء، وأي إعاقة في تدفقه قد يؤدي إلى زيادة فترة التعافي.

إمكانية الإصابة بالحروق الباردة

أحد المخاطر الكبيرة المرتبطة باستخدام الثلج على الحروق هو إمكانية التسبب في حروق باردة، فالحروق الباردة هي إصابة تحدث نتيجة للتعرض للبرودة الشديدة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة فإذا بقي الثلج على الجلد لفترة طويلة، خاصة إذا كان الجلد حساسًا بسبب الحرق يمكن أن يسبب تلفًا إضافيًا للأنسجة، وهو ما يشبه حروق درجة ثانية أو ثالثة ناتجة عن البرد.

تفاقم الالتهابات والانتفاخ

عند وضع الثلج على الحروق، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الالتهاب والانتفاخ في المنطقة المصابة، كما أن انكماش الأوعية الدموية بسبب البرد قد يتسبب في تكوين المزيد من السوائل في الأنسجة، مما يؤدي إلى زيادة تورم المنطقة المصابة، وهذا الانتفاخ الزائد قد يزيد من الألم والتهيج في المنطقة المتضررة.

طريقة التعامل مع الحروق بشكل صحيح

بدلاً من استخدام الثلج، هناك طرق أخرى أكثر أمانًا للتعامل مع الحروق وهي كالتالي:

تبريد المنطقة بالماء الفاتر

أفضل طريقة للتعامل مع الحروق في المنزل هي وضع المنطقة المصابة تحت ماء فاتر وليس باردًا جدًا لمدة 10 إلى 20 دقيقة، فهذا يساعد في تبريد الجلد وتخفيف الألم دون التأثير السلبي على الأنسجة.

استخدام الكريمات والمراهم المناسبة

يمكن استخدام كريمات الحروق التي تحتوي على مواد مهدئة مثل الألوفيرا أو مستحضرات تحتوي على هيدروكورتيزون للمساعدة في تهدئة الجلد، ويجب تجنب وضع أي مواد زيتية أو كريمات ثقيلة التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.

تغطية الحرق بضمادة نظيفة

من المهم تغطية الحرق بضمادة نظيفة وغير لاصقة لحمايته من العدوى، وتجنب لف الضمادة بإحكام شديد لأن ذلك قد يعيق الدورة الدموية.

تجنب تمزيق البثور

إذا تكونت بثور نتيجة الحرق، تجنب تمزيقها لأنها تعتبر وسيلة طبيعية لحماية الجلد من العدوى، وفي حالة تمزق البثور، يجب تنظيف المنطقة بلطف وتغطيتها بضمادة معقمة.

التوجه إلى الطبيب عند الحاجة

إذا كانت الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة أو كانت تغطي منطقة كبيرة من الجسم، يجب التوجه إلى الطبيب فورًا للحصول على الرعاية الطبية المناسبة.