يوماً بعد يوم تثبت دول مجلس التعاون الخليجي، بأن إنشاء المجلس جاء مرتكزاً، على التنسيق المشترك والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وتؤكد دول المجلس بأن إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يعد مشروعاً ناجحاً بكل المقاييس، وأن الدول الأعضاء لم تعد مجرد مصدر للطاقة، أو سوق اقتصادية واعدة، بل هي اليوم محور سياسي دولي تتقاطع عنده مصالح الشرق والغرب.
وقد جاء نجاح القمة الخليجية الأمريكية، التي عقدت في الرياض مؤخراً، ليؤكد مجدداً الدور المحوري الذي يقوم به مجلس التعاون الخليجي، لتحقيق السلام والرخاء، ومناصرة القضايا العربية، وقد تحدث عن دور المجلس المحوري، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشاد كثيراً بقادة دول المجلس.
لقد أثبتت القمة الخليجية الأمريكية، أن الدور الخليجي يتنامى بشكل مطرد في إدارة ملفات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للمبادرة العربية، وكذلك تأكيد دول المجلس على بسط سلطة الدولة اللبنانية على أراضيها، وسحب سلاح المليشيات الذي ألحق الدمار في لبنان.
كذلك كان الملف السوري، حاضراً بقوة، وفي خطوة مفصلية، تم الإعلان مؤخراً عن رفع العقوبات عن سوريا، وهو ما يمثل تحولاً مهماً ساهمت فيه مواقف خليجية واضحة، وبطلب من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، وقد ساهم هذا الحدث الهام في انفراجة كبيرة لدى الشعب السوري الشقيق، الذي خرج في الساحات العامة ليعبر عن فرحته، وليقدم الشكر لدول مجلس التعاون الخليجي، ثم تبعه الرئيس السوري أحمد الشرع بكلمة معبرة أشاد فيها بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، ودورهم الفاعل في رفع العقوبات المفروضة على الدولة السورية، وكذلك موافقة البنك الدولي على تقديم الدعم لسوريا مجددًا بعد أن قامت المملكة العربية السعودية ودولة قطر بسداد مستحقات البنك الدولي.
وقد ذكر الرئيس السوري في كلمته بأن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين المعظم، حفظه الله ورعاه، أول المهنئين له على ما تحقق للشعب السوري من إنجاز، وقد كانت هذه التهنئة بداية جديدة ومتميزة في التعامل مع الملف السوري.
دول مجلس التعاون الخليجي اليوم هي منصة لتحقيق الاستقرار والكرامة لكل شعوب المنطقة، وهذه الدول لا تتحرك برد الفعل، بل بالمبادرة، وصناعة القرار، واستعادة التوازن، بين شرق العالم وغربه.