حفظ الأمن والتصدي للجريمة «فقط». هذا ما يراه البعض كدور لوزارة الداخلية. إلا أن المتمعن يدرك بأن الوزارة تجاوزت دورها التقليدي لتؤدي رسالة وطنية ومجتمعية عميقة ومؤثرة في حياة المواطنين والمقيمين.اللقاء الذي جمع معالي الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بالجهات التابعة للوزارة، والتي حصدت التصنيفين الذهبي والبلاتيني في الدورة الخامسة من برنامج تقييم مراكز الخدمة الحكومية، جاء تتويجاً لمسار طويل من العمل والتطوير، مبعثه عقلية قيادية تستشرف المستقبل، وتؤمن بأن المواطن ليس فقط تجب حمايته، بل أيضاً تجب خدمته وتسهيل حياته.الوزير القوي الشيخ راشد بن عبدالله قاد هذا التوجه بثبات في وزارته، مرتكزاً على قيم العمل المؤسسي، والتميز في الأداء، وترسيخ مفاهيم العمل الإنساني والمجتمعي. وهو ما انعكس على السمعة الطيبة التي باتت تحظى بها إدارات الوزارة، ليس فقط محلياً، بل حتى على المستوى الإقليمي والدولي.حين نقرأ الأرقام، نجد أن 81% من مراكز وزارة الداخلية حصلت على الفئة الذهبية، و25% منها سجلت استيفاءً للمعايير بنسبة 99%. وهذه ليست مجرد مؤشرات تقنية، بل شهادات على نقلة نوعية في عقلية تقديم الخدمة الحكومية. فالوصول إلى المراكز أكثر سهولة، والمعاملة أكثر سلاسة، وبيئة المركز أكثر ملاءمة، والعمليات أكثر فاعلية.الجهات التي نالت هذا التقدير الرفيع، شؤون الجمارك (الفئة البلاتينية)، والجوازات والإقامة، إلى المرور والدفاع المدني، وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، وغيرها، تقدم اليوم نموذجاً حقيقياً على أن وزارة الداخلية ليست فقط درعاً للأمان، بل أيضاً جسر عبور نحو خدمات عصرية تسهّل حياة الناس وتلبّي احتياجاتهم بكفاءة واستدامة.هذه وزارة لا تقف عند الحدود الأمنية، بل تتداخل في تفاصيل حياة المواطن والمقيم، تسهّل معاملاته، تحترم وقته، وتستثمر في تجربته الإيجابية.هذا ما يجعلنا في البحرين، كمواطنين ومقيمين، نشعر بالفخر والامتنان لهذا الجهد الوطني الجبار، الذي لا يرى في الخدمة عبئاً، بل شرفاً والتزاماً. وعليه الدور الذي تلعبه وزارة الداخلية البحرينية اليوم، هو ركيزة أساسية في مشروع النهوض الوطني. مشروع نحتاج فيه إلى مؤسسات مرنة، حديثة، وقريبة من الناس.من لا يزال يعتقد أن دور وزارة الداخلية فقط شرطة ودوريات، عليه إعادة النظر. فهذه الوزارة، بقيادتها المحنكة ومنظومتها المتكاملة، هي اليوم عنوان بارز في مسيرة بناء البحرين المتقدمة، وركن أصيل من أركان تحسين جودة الحياة لكل من يقطن هذه الأرض الطيبة.