في تطور جديد أثار الكثير من الجدل، بدأت أصوات من داخل الأوساط الحقوقية والإعلامية في الولايات المتحدة وخارجها بالتشكيك في الرواية الرسمية للهجوم الذي وقع أمام المتحف اليهودي في واشنطن، وأودى بحياة موظفَين في السفارة الإسرائيلية.

وبينما تصر السلطات الأمريكية والإسرائيلية على وصف الحادث بأنه «هجوم إرهابي معادٍ للسامية»، تزايدت الاتهامات من قبل نشطاء ومنظمات مستقلة تُلمّح إلى احتمال تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في «عملية مدبّرة» تهدف لتأجيج الرأي العام الغربي لصالح تل أبيب.

رواية رسمية تُقابلها علامات استفهام

الهجوم الذي نفذه رجل يُدعى إلياس رودريغيز من شيكاغو، والذي هتف «فلسطين حرة» أثناء اعتقاله، اعتُبر في البداية عملاً منفردًا يحمل دوافع أيديولوجية.

غير أن توقيت الهجوم، تزامنًا مع تصاعد الغضب الغربي والدولي ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، فتح باب الشكوك لدى العديد من المتابعين، خصوصًا في ظل عدم اتضاح الخلفيات التنظيمية للمهاجم وغياب سجل سابق له في أي نشاط سياسي أو ديني متطرف.

عدة حسابات حقوقية بارزة ومحللين مستقلين على منصات التواصل الاجتماعي أشاروا إلى «الطبيعة المسرحية» للعملية، بدءًا من موقع التنفيذ، مرورًا بهوية الضحيتين المرتبطين مباشرة بالسفارة الإسرائيلية، وانتهاءً برد الفعل الإعلامي والسياسي المنسق بسرعة غير معتادة.

وقال أحد النشطاء الأمريكيين في تغريدة لاقت رواجًا: «لا نستبعد أن تكون العملية برمتها تمثيلية أمنية استخباراتية، هدفها إحياء التعاطف مع إسرائيل بعد أن بدأت صورتها في التدهور بشكل غير مسبوق في واشنطن ولندن وباريس».

غياب الشفافية في التحقيقات

حتى الآن، لم تصدر السلطات الأمريكية أي تفاصيل دقيقة حول نتائج التحقيقات الأولية، كما لم يتم الكشف عن الدوافع المؤكدة للمهاجم أو خلفيته النفسية والسياسية.

هذا التكتّم زاد من حدة الاتهامات، خصوصًا أن حادثة إطلاق نار مماثلة ضد دبلوماسيين أوروبيين في الضفة الغربية قبل أيام أثارت بدورها استنكارًا دوليًا واسعًا.

مخاوف من توظيف الحدث سياسيًا

ويرى مراقبون أن تل أبيب قد تسعى إلى استغلال هذا الهجوم لتقويض الانتقادات الغربية المتزايدة ضدها، وتبرير مزيد من القمع داخل الأراضي الفلسطينية بحجة «التهديدات الإرهابية العالمية»، وهو ما يصفه بعض النشطاء بأنه «تكتيك معروف» سبق استخدامه تاريخيًا في لحظات الأزمات الدبلوماسية.

انتظار نتائج رسمية

في انتظار نتائج رسمية من التحقيقات الأمريكية، يبقى الهجوم في واشنطن حدثًا مفتوحًا على جميع الاحتمالات.

وبينما تحاول إسرائيل تعزيز موقعها في الغرب عبر خطاب الضحية، تتزايد الدعوات الدولية لكشف الحقيقة الكاملة، خصوصًا مع تزايد القناعات بأن «الحرب على غزة لم تعد تُدار فقط بالصواريخ... بل بالروايات أيضًا».