كتب – وليد صبري:يشعر الفلسطينيون بالمرارة من الموقف الأمريكي المخزي تجاه قضيتهم، ولا يختلف موقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري من القضية الفلسطينية كثيراً، فكلاهما يظهر دعماً قوياً لإسرائيل ضد الفلسطينيين، بل لا يستطيع أيهما الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان بالأراضي المحتلة أو الحد من الغارات على غزة. بل على العكس تضغط واشنطن على السلطة للتراجع عن تقديم مشروع قرار لرفع تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو.والانتقاد الموجه إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ممثل الديمقراطيين أن أفعاله لم تعكس الكلمات الطيبة التي قالها في خطابه في جامعة القاهرة عام 2009 عندما وعد بالسعي لإقامة دولة فلسطينية. وتأثرت صورة أوباما سلباً لدى العرب لعدم تحقيق أي تقدم في تسوية القضية الفلسطينية أو في وقف الاستيطان وهو ما أظهر الرئيس الأمريكي عاجزاً أمام إسرائيل. لكن في الوقت ذاته، مازال كثيرون في الشرق الأوسط يفضلونه عن المرشح الجمهوري ميت رومني الذي يرون أنه شديد القرب من إسرائيل. وكلا المرشحين أصابا الفلسطينيين بالإحباط وخيبة الأمل خلال المناظرة الأخيرة التي كانت عن السياسة الخارجية والتي تضمنت الإشارة إلى إسرائيل أكثر من 30 مرة في حين أنه أشير للفلسطينيين بشكل عابر، وما لم يرَ في المناظرة هو أي مؤشر عمن لديه القوة والرؤية لتحقيق سلام عادل، وكان المرشحان يتنافسان على من منهما أكثر ولاء لإسرائيل.وأغضب رومني الفلسطينيين في وقت سابق من العام الجاري عندما لمح إلى أنهم يفتقرون إلى الثقافة التي أدت إلى نجاح الاقتصاد الإسرائيلي في حين أنه تجاهل المشكلات التي سببها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.كما أشار إلى القدس باعتبارها عاصمة إسرائيل. وتعتبر إسرائيل كل القدس المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها في حرب 1967 عاصمة لها وهو الزعم الذي لا يحظى باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم في المستقبل. ويعتقد المحللون أنه ليس هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية منذ عام 1948 لكن الكثير من الرؤساء يأتون ويذهبون”.وفي زيارته للقدس المحتلة، قال رومني "أشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة إسرائيل”.وخلال زيارة له إلى القدس المحتلة عام 2008 وحين كان لايزال مرشحاً للانتخابات الرئاسية وصف الرئيس الحالي باراك أوباما أيضاً القدس بأنها "عاصمة إسرائيل”. ويومها قال أوباما "أنا لم أغير موقفي. أواصل القول بأن القدس ستكون عاصمة إسرائيل. قلته في السابق وأكرره اليوم. إلا أنني قلت أيضا إنها مسألة مرتبطة بالوضع النهائي” للأراضي الفلسطينية بعد التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. ويسعى رومني إلى تصوير نفسه كصديق أفضل لإسرائيل من الرئيس باراك أوباما إضافةً إلى تلميع مؤهلاته في السياسة الخارجية.من جهته قدم أوباما استعراضاً داعماً لإسرائيل في مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض حيث وقع محاطاً بممثلين عن اللوبي الموالي لإسرائيل "ايباك” ونواب أمريكيين قبل فترة، قانوناً يعزز التعاون مع إسرائيل في مجال الأمن والدفاع مؤكداً دعم واشنطن "الثابت” لتل أبيب.وقال أوباما إن هذا القانون، الذي يتيح خصوصاً لإسرائيل الحصول على المزيد من الأسلحة والذخائر الأمريكية "يعكس التزامنا الثابت بأمن إسرائيل”. في الوقت ذاته، أكد الفلسطينيون عدم تراجعهم عن تقديم مشروع قرار لرفع تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو مهما كانت الضغوطات. ويقول الفلسطينيون إنهم لا يذهبون للصدام مع أمريكا ولا لعزل إسرائيل بل لعزل الاستيطان والاحتلال الإسرائيليين ولتثبيت مبدأ الدولتين على حدود عام 1967.وبعد انهيار مفاوضات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني عام 2010 قرر الفلسطينيون التقدم بطلب إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية كاملة لفلسطين في المنظمة الدولية.وبعد فشل هذه المحاولة، يسعون للحصول على وضع الدولة غير العضو. ودائماً ما يحمل قادة الحزبين على الفصائل الفلسطينية المقاومة خاصة حركة”حماس”، و«الجهاد الإسلامي”.
أوباما ورومني يتنافسان على تقديم فروض الولاء والطاعة لإسرائيل
06 نوفمبر 2012