صادف في الأسابيع الماضية أن أتواجد على شارع الشيخ خليفة بن سلمان (الهاي وي) في غير أوقات الذروة أكثر من مرة، وتأكدت خلالها أن إعادة نشر الوعي بين السواق حول الالتزام بسرعة المسارات المختلفة بات ضرورة.

حيث حصل أن كل مرة كنت فيها في المسار الأيسر والذي يسمح فيه بسياقة السيارة بسرعة ١٢٠ كم/ الساعة، كان أمامي سيارات تسير بسرعة أقل من ذلك بكثير غير آبهة بسرعة المسار.

وعند محاولة تنبيه السواق رجالاً ونساءً بضرورة الانتقال إلى المسار الأوسط أو زيادة السرعة في المسار الأيسر نفسه وجدتهم يصرون على البقاء في مكانهم دون تغير في السرعة وبعضهم يرفع يده، ويومئ بغضب «شتبي؟» أي، ماذا تريد؟ وكأنه هو الفاهم الملتزم بالقانون وأنا الذي تسببت في إزعاجه!

وللأسف يصر بعض السواق على العناد والمكابرة حتى وهم يعلمون أنهم مخطئون ومتجاوزون للنظام وحتى لو كانوا سبباً في تعطيل مصالح الناس.

وإذا لم يكن الأمر عناداً وتكبراً فهو جهل ونسيان ويحتاج إلى تصحيح، لأنه ليس من المفروض أن يضطر المرء أن يخوض صراعاً يومياً من أجل أن يسير في المسار المناسب لسرعته، فالأمر فيه استنزاف للطاقة كبير.

ويقال إن دولة خليجية تطبق عقوبة على السواق التي تكون سرعة مركباتهم أقل من سرعة الشارع المحددة.

فإذا كان ذلك صحيحاً، يبدو لي أننا نحتاج أن ننظر لهذه العقوبة كخيار لردع اختطاف المسار الأيسر من قبل سواق لا يكترثون بالنظام والقانون.

تحليق منفرد

لا أعلم لماذا يصر الكثير من المصابين بالرشح أو الإنفلونزا على أداء فريضة الصلاة في المسجد، ولا أعلم أيضاً كيف يسمح بعضهم لنفسه أن يؤديها دون لبس كمام؛ وبذلك يتسبب في نشر فيروساته وأمراضه المعدية بين إخوانه المصلين.

أين أخلاق المسلم الحميدة التي يفترض أن يتحلى بها؟ وأين مبدأ مراعاة الآخرين الذي يحث عليه ديننا الحنيف؟ ولماذا يتم الاستهتار بصحة المصلين بهذه الطريقة؟

وأعتقد أن إصدار تعميمات توعوية لتبيان مدى خطورة صلاة المريض بمرض معدٍ في المسجد، وإن كان غير خطير، وأهمية اتخاذ إجراءات وقائية من قبل المصلي المريض لحماية الآخرين في حال أصرّ على الذهاب للمسجد أمر أصبح ملحاً، فكثير من الناس وعلى الرغم من تجربة وباء كورونا الذي استمرّ عامين متتاليين، إلا أنها لم تتعلم الدرس، وتساهم في نشر الأمراض المعدية بدون اكتراث.