تُظهر النساء المصابات بالتوحد أعراضاً تختلف عن تلك التي تظهر لدى الرجال، مما يؤدي إلى تأخر أو غياب التشخيص الصحيح في كثير من الحالات، هذا الغياب قد يدفع المرأة إلى الشعور بالإحباط واللوم الذاتي نتيجة التحديات اليومية، ويجعلها أكثر عرضة لمشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.

في المقابل، فإن الحصول على تشخيص رسمي قد يُشكّل نقطة تحوّل إيجابية في حياة المرأة، إذ يساعدها على تقبُّل ذاتها، ويمنحها فرصة الحصول على الدعم المناسب، كما يدفع الكثيرات منهن إلى دعم أخريات يواجهن نفس التجربة.

10 علامات للتوحد لدى النساء

التوحد هو اضطراب نمائي يؤثر على التفاعل الاجتماعي والتواصل، ورغم أنه شُخّص تاريخياً في الغالب لدى الذكور، فإن الدراسات الحديثة أظهرت أنه يصيب النساء أيضاً، لكن بطريقة أكثر خفاء، وهذه بعض العلامات التي قد تشير إلى التوحد عند النساء:

صعوبات اجتماعية: تواجه النساء المصابات بالتوحد مشكلات في فهم الإشارات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، وقد يلجأن لتعلم المهارات الاجتماعية بشكل واعٍ عبر "قائمة تحقق"، ورغم محاولات الاندماج، يشعرن كثيراً بالوحدة والإرهاق بعد التفاعلات الاجتماعية.

الحساسية الحسية: تمتلكن استجابات قوية للمؤثرات مثل الأصوات، الروائح، الأضواء أو اللمس، وقد يؤثر ذلك بشكل مباشر على نمط حياتهن، مثل تجنب أماكن مزدحمة أو صعوبة في النوم.

مشكلات في الوظيفة التنفيذية: يعانين من صعوبة في التنظيم، وتحديد الأولويات، والقيام بالمهام اليومية، مما ينعكس على الأداء في المنزل أو العمل.

اهتمامات مركزة: لدى الكثيرات اهتمامات خاصة ومكثفة، قد تتعلق بعلم النفس أو العلاقات أو حتى المشاهير، ويتعاملن معها بتركيز بحثي دقيق.

التمويه الاجتماعي: غالباً ما تسعى النساء لإخفاء اختلافاتهن عبر تقليد سلوكيات الآخرين، ما يزيد من استنزافهن العاطفي والنفسي.

اضطرابات النوم: الحساسية الزائدة تجعل النوم تحدياً، خاصةً عند وجود ضوضاء أو وجود أشخاص آخرين في الغرفة.

صعوبة في التواصل البصري: قد يبدو التحديق في العينين أمراً مرهقاً، إلا أن البعض منهن يتعلّمن تدريجياً التكيُّف مع هذا السلوك الاجتماعي.

مشكلات في تنظيم المشاعر: قد يواجهن نوبات من الانهيار العاطفي أو الغضب المفاجئ بسبب ضعف السيطرة على الانفعالات، الناتج عن خلل في التوازن بين القشرة الجبهية واللوزة الدماغية.

سلوكيات التحفيز الذاتي: كالتأرجح، اللعب بالشعر، أو تكرار الحركات، وهي سلوكيات لا شعورية تُستخدم لتنظيم التوتر.

مشاكل نفسية شائعة: مثل القلق والاكتئاب، والتي ترتبط غالباً بصعوبات التكيُّف والضغط الناتج عن محاولة "الظهور بشكل طبيعي".

كيفية دعم النساء المصابات بالتوحد

فهم التوحد لدى النساء يتطلب إدراك خصوصية الأعراض التي يُمكن أن تمر دون ملاحظة، الدعم المناسب يبدأ بتوفير بيئة آمنة ومتفهّمة، بالإضافة إلى تقديم الإرشاد النفسي والاجتماعي لتحسين جودة الحياة، وبرامج التدريب السلوكي والتأهيل قادرة على تعزيز مهارات التواصل وتنمية الاستقلالية، خصوصاً في مرحلة المراهقة التي تزداد فيها التحديات.

متى يظهر التوحد؟

عادةً ما تظهر علامات التوحد في مراحل الطفولة المبكرة، وقد تكون واضحة خلال السنة الأولى لكن في بعض الحالات، لا يتم ملاحظتها إلا في سن المدرسة أو المراهقة، خاصة لدى الفتيات يشمل سلوك المصاب بالتوحد، تكرار الحركات، مشاكل في التواصل، حساسية عالية للروتين، وصعوبة في التفاعل مع العالم المحيط.