جميلة جداً هي المنتزهات والحدائق العامة خاصة تلك التي تقع بجانب المنازل في الأحياء السكنية، فهي بمثابة المتنفس للأطفال لما تحويه من مساحات خضراء وملاعب وغيرها من وسائل الترفيه التي من الممكن أن تُبعد أبناء هذا الجيل ولو لوقت قصير عن الأجهزة والألواح والألعاب الإلكترونية، ناهيك عن أن وجودها يعتبر إضافة جمالية لما تحويه من أزهار وورود تتيح راحة للعين ومساحة لممارسة الرياضة وتنفس الهواء الصحي بعيداً عن ضوضاء الطرق والشوارع الرئيسة.اللافت في الأمر بأن بعض تلك المنتزهات بات وبالاً على الأهالي والقاطنين بجانبها، بسبب الممارسات غير الحضارية لبعض روّاد تلك الحدائق المصغرة، فهناك أُسر حولت تلك المنتزهات إلى منزل تقضي فيه جل أوقات الأُسرة وتتناول فيه وجبات الغداء والعشاء، وتنثر القمامة هنا وهناك، وعند مغادرتها تترك أبناءها يصولون ويجولون فيها حتى أوقات متأخرة من فجر اليوم التالي، مسببين الإزعاج وناشرين للفوضى.يأتي هذا الموضوع ونحن على أعتاب الإجازة أو العطلة الصيفية، التي سنرى من خلالها مثل تلك الظواهر تنتشر في ظل عدم رقابة من الأُسرة وأولياء الأمور على أبنائهم، وخوفاً من أن تتحول تلك المنتزهات إلى ساحات لتجمّع رفقاء السوء وممارسة بعض الأعمال المنافية للآداب والأخلاق العامة، خاصة وأن بعض الأُسر وكأنها ضاقت بأبنائها ولا تسأل حتى عن تأخيرهم وأماكن تواجدهم ومن يصاحبون.خلال الفترة الماضية تداولت بعض الحسابات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي عدداً من المناشدات الأهلية وشكواهم وملاحظاتهم على إبقاء المنتزهات مفتوحة الأبواب، وإن كنا نعتب على أهالي أولئك المراهقين بسبب عدم مراقبة تصرفات أبنائهم، فإننا نأمل من الجهات المعنية تحديد أوقات إغلاق تلك المنتزهات بغية محاربة تلك الظاهرة، وحتى تبقى الحدائق محققة للأهداف التي أنشئت من أجلها، كمتنفس ومنظر ومظهر جمالي تتزين بها المنطقة وتقضي فيها الأُسر أوقاتاً سعيدة.