أقل ما يقال عن ترشح مملكة البحرين لعضوية مجلس الأمن بأنها خطوة مدروسة تعبّر عن طموح دبلوماسي يعكس خبرة طويلة ورؤية واضحة في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.

الترشح البحريني يستند إلى خلفية دبلوماسية متينة وتجربة سابقة ناجحة في عضوية مجلس الأمن خلال عامي 1998-1999، حيث لعبت المملكة آنذاك دوراً فاعلاً في دعم التوافق الدولي تجاه ملفات معقدة.

هذا الإرث، يمدّ البحرين بمصداقية حقيقية في أروقة الأمم المتحدة، ويعزّز من قدرتها على التفاعل بفعالية مع أجندة المجلس، خاصة وأن البحرين لا تدخل هذا السباق الدولي من منطلق الوجاهة السياسية، بل كطرف فاعل يسعى إلى المساهمة البنّاءة في صياغة قرارات تؤثر في مسار الأمن والسلم العالميين.

الملفت في الترشح البحريني هو أنه ليس مجرد حملة دبلوماسية، بل يحمل في طياته رؤية متكاملة تنبع من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد المعظم حفظه الله ورعاه. إذ يرتكز التوجه البحريني على مبادئ أرسيت في السياسة الخارجية منذ سنوات، أبرزها الدعوة للتعايش والحوار الحضاري ونبذ الصراعات. وتحت شعار «بناء جسور السلام من أجل الحاضر والمستقبل»، تسعى البحرين إلى ترسيخ نفسها كوسيط عقلاني في بيئة دولية تزداد استقطاباً.

ما يميّز برنامج الترشح البحريني هو وضوح أولوياته، والتي تتلاقى بشكل مباشر مع أجندة الأمم المتحدة الراهنة.

من مكافحة الإرهاب والتطرف، إلى دعم القانون الدولي والعمل الإنساني، إلى قضايا الشباب والمرأة، مروراً بمواجهة التحديات البيئية وتفعيل دور المنظمات الإقليمية.

هذه الرؤية لا تعبّر فقط عن التزامات أخلاقية، بل تعكس إدراكاً حقيقياً لتعقيدات المشهد العالمي ورغبة في التأثير الإيجابي ضمنه.

يأتي هذا الترشح في لحظة دولية حساسة تتطلب من المجتمع الدولي بناء شراكات موثوقة، وتوسيع دوائر التفاهم بدل الصدام. ومملكة البحرين تقدم نفسها، في هذا السياق، كمرشح جدير بالثقة، يمتلك القدرة على التوفيق بين الواقعية السياسية والمبادئ الأخلاقية في العلاقات الدولية.

مجلس الأمن، حتى في عضويته غير الدائمة، يُعد منبراً بالغ الأهمية لكثير من الدول للتعبير عن مواقفها وتقديم رؤاها تجاه الأزمات العالمية. ومملكة البحرين، بما عُرفت به من سياسة خارجية تقوم على التوازن والانفتاح والحوار، ستنظر بالتأكيد إلى هذه الفرصة باعتبارها وسيلة لترويج مبادئها الثابتة وأبرزها احترام السيادة، رفض التدخلات، وتشجيع الحلول السلمية للنزاعات.

ندعو لبلادنا الغالية دائماً بالتوفيق، وأن تنجح الجهود المخلصة التي تبذل في تقديم صورة إيجابية عن مملكتنا الغالية، وأن تثري الساحة الدولية بإسهامات بحرينية مؤثرة من خلال مبادئ السلام والإنسانية والأمان ونصرة القضايا العادلة.