هلل وكبر وسبح الله فبهم وبجميع الأعمال الخيرة المباركة تنزل الرحمات على العباد وخصوصاً بأننا نعيش في هذه الأيام المباركة، فإنه لا يعادلها أيام في السنة، ولعلنا أن نستثمر ذلك الخير، ونطمئن قلوبنا بالله عز وجل ونتوجه إليه، ونتعلق به فإنه السلوك المتصل بحبله المتين، فمن يكرم الله فلا راد لفضله، ومن أجل ذلك يجب علينا أن نصل إلى قناعة تامة بأن هناك مفهومين تسير بهما الحياة وهما:المفهوم الأول رباني وهو.. إما أمر أو نهي أي اعمل أو انتهِ (لا تعمل).والمفهوم الثاني فهو كوني.. هو ما يحصل لك في حياتك فهو من أقدار قد قدرها الله لك أو عليك، ومنها الأقدار التي أنت تعلمها ولا يعلمها أحد غيرك والتي هي سر بينك وبين الله عز وجل.. وهناك أسرار أنت لا تعلمها ما يعلمها إلا الله هو سبحانه وتعالى كما جاء في كتابه الحكيم في سورة طه الآية 7 (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)، والله الواحد الأحد يعطي العبد صفات آنية وصفات مستقبلية يصورها ويركبها فيه كيف يشاء، لأن الرب عز وجل هو الخبير البصير.وفي بعض الأحيان يمر الإنسان ببعض الابتلاءات، ومنها على سبيل المثال الصحية والمالية الاجتماعية وغيرها.. وهنا تظهر حكمة رب العالمين وخصوصاً عندما يلجأ بها المبتلى إلى الله وهو يعرف ما لديه من طاعات يتقرب بها إلى رب الكون ومليكه ويتوجه بكل صدق وأمانة وهو يعلم بتمام الثقة بالإجابة، ومن الطاعات صدقة السر، والاستعانة بالكتمان وعدم إفشاء الأسرار لأحد، مع الاستمرارية في مناجاة العبد للمعبود، وعندها سيرشد الله عبده إلى مسألته ويرزقه من حيث لا يحتسب أنسب الحلول ويفك بها كربته، وقد تتأخر الإجابة في بعض الأحيان لأن الله جل وعلا في علاه يحب سماع صوت عبده وهو يسأله سؤال العبد الفقير الراجي رحمته وعفوه.اللهم ارزقنا الحياة الكريمة الطيبة والتعلق بالله سبحانه وتعالى والعفو والعافية والصحة لتدوم بها علينا النعم والسعادة الأبدية في الدارين، الحياة الدنيا وفي الآخرة.