مملكة تايلند عززت مكانتها بين دول العالم لتشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات خاصة في انتعاش اقتصادها المحلي من خلال السياحة والزراعة، إذ إنها تعتمد عليهما بشكل كبير، فالقطاع السياحي في تايلند ينافس العديد من الوجهات السياحية حول العالم، استطاعت خلال السنوات السابقة أن تحسّن من الخدمات السياحة التي تقدمها للزائرين، مما عزّز من تجربة السائح للعديد من المناطق الحيوية في تايلند، وتمكنت من جذب ملايين السياح سنوياً من مختلف الدول بفضل تنوع وجهاتها السياحية من شواطئ وجبال ومعالم تاريخية، وثقافية، وحضارية، وعصرية.
خلال زيارتي لتايلند مرتين على التوالي بدعوة من هيئة السياحة التايلندي استشفّيت حرص السياحة التايلندية على معرفة خصائص السائح من مختلف الشعوب، ومنها الشعوب الخليجية والعربية، والسعي على أن تكون تجربة السائح مثمرة وملهمة خاصة عند تصنيف أولويات السائح أهمها أمان السائح، وتُعد تايلند من الدول الآمنة والتمسنا ذلك في مختلف الأوقات، وهذا ليس إطراء، وإنما حقيقة أكدها العديد من أصحاب المشاريع التجارية أيضاً -المطاعم العربية في تايلند- ويرجع ذلك لعدة أسباب منها التوجيهات الحكومية، وإجراءات السلامة في الشوارع ومنها المراقبة والكاميرات وانتشار الشرطة السياحية، والأهم من ذلك وعي الشعب التايلندي بأهمية السياحة وأهمية تعزيز شعور السائح بالأمان، مما له دلالات واضحة على النمو الاقتصادي، لذلك نجد الأسواق التجارية والفنادق والمطاعم دائماً مزدحمة بالزائرين من مختلف الدول، ولا يُمكن أن نغفل عن نقطة في غاية الأهمية وهي انتشار المطاعم الحلال وحرص الفنادق الكبرى على تعيين طهاة عرب ومسلمين حتى يطمئن السائح الخليجي بالأطعمة المقدمة من حيث كونها حلالاً، وأيضاً تنوّع الأطعمة العربية مثل المشاوي والمجابيس والمقبلات الشامية والأكلات المصرية، ليس هذا فقط، بل صرّحت المدير التنفيذي لهيئة السياحة التايلندية السيدة ماليني ماليني نيتيكاسيتسونثورن في المؤتمر الصحفي الذي أُقيم تزامناً مع سوق السفر التايلندي بأن سعي القطاع السياحي التايلندي مستمر في نقل الثقافة العربية إلى العاملين في مجال السياحة التايلندية وحرصهم على تعلم اللغة العربية وذلك لبناء جسور ثقافية وعلاقات متينة تُسهم في تطوير السياحة في تايلند، وهذا إن دل فإنه يدل -كما ذكرت مسبقاً- على الوعي المجتمعي بأهمية استقطاب الزائرين من مختلف الدول حتى تكون تايلند الوجهة الأولى للسياحة في جميع الأوقات.
الحكومة التايلندية وضعت استراتيجيتها السياحية لتطوير البنية التحتية، بما في ذلك المواصلات، والمطارات، وشبكات الاتصالات، والفنادق، والمطاعم، الذي ساهم بشكل كبير في استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، والجميل أيضاً أن القطاع السياحي المعني بسوق السفر التايلندي يحرص على إقامة هذه الفعالية الكبرى كل مرة في مدينة مختلفة عن سابقتها حتى يتسنى للمشارك في الفعالية اكتشاف معالم سياحية جديدة ونقل ما يرى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كنوع من التسويق للثقافة التايلندية. ويمكن القول بأن مملكة تايلند استثنائية تجمع مقومات سياحية عظيمة، من أهمها الشعب التايلندي الذي يُشعر السائح بحُسن الضيافة والترحيب وصاحب ابتسامة تعبّر عن ترحيبه لخدمة الزائر والسائح من مختلف الشعوب.