كتب عبدالله الذوادي:أن تكون البحرين جزراً وادعة على مياه الخليج العربي لم يكن كافياً ليرد عنها كوارث وأحداث ألمت بها منذ ابتدعها الخالق، إذ كانت في القرون السابقة محط أطماع الغزاة من كل جانب، ولعل القبور الكثيرة التي تضمها أرضها في عالي وباربار ومدينة حمد ومناطق كثيرة خير دليل على ذلك. فبعضهم غزاها لموقعها الاستراتيجي كمحطة تجارية بين الشرق والغرب، والبعض عشقها لوجود مياهها العذبة ونخيلها وبساتينها، وآخرون لغناها بلآلئها التي اشتهرت بها على مر العصور.وحتى في عهد النبوة كان أهل المدينة المنورة يفرحون حين يأتي خراج البحرين إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليوضع في بيت مال المسلمين لوفرة خيرها.سنة الرحمة التي تفشى بها الطاعون وقتل من قتل من أبناء البحرين لم تكن أولى الكوارث، كما إن الخلاف حول "سنة الطبعة” التي أزهقت فيها أرواح البحارة لم ينته إن كانت بسبب الريح أم الجان، لكن الأكيد أن أسماك القرش "اليرايير”مزقت أجسادهم وأكلتهم.