منذ أن أطلق المجلس الأعلى للمرأة مبادرة امتياز الشرف لرائدات الأعمال البحرينية الشابة، في سنة 2011 بموجب صدور قرار عن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة بإطلاق هذه المبادرة، لوحظ مشاركة واسعة من سيدات الأعمال في المبادرة، حيث يتنامى عدد المشاركات في هذه المبادرة، ففي الدورة الأولى شاركت إحدى عشرة سيدة أعمال واستمر العدد في التزايد إلى أن بلغ عددهن 98 مشاركة، مما يدل على ارتفاع كفاءة المرأة البحرينية في مجال ريادة الأعمال، وتنمية قدرتها على تطوير مشاريعها التجارية لتصل إلى معايير امتياز الشرف التي وضعها المجلس الأعلى للمرأة، فهي مبادرة تشجيعية لدعم وتحفيز الشابات البحرينيات في مجال ريادة الأعمال، ولرفع كفاءة مشاريعهن والحفاظ على استدامتها، كما تسهم في خلق بيئة اقتصادية مساندة، ونشر ثقافة الروح الريادية بين الشابات وتنمية قدراتها في مجال العمل التجاري، وتشجيعهن على الابتكار والترويج والمنافسة في سوق العمل.

إن معايير الامتياز التي تُحكم المشاريع في ضوئها من قِبل لجنة التحكيم التي تترأسها سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة رئيسة لجنة امتياز الشرف لرائدات الأعمال، هي معايير تساعد المؤسسات على الارتقاء والنمو، والالتزام بمبادئ الحوكمة، كالشفافية والمساءلة، والعدالة، وسيادة القانون، والفاعلية وغيرها، مما يشجع رائدات الأعمال على الارتقاء بكفاءة مؤسساتهن، وجعلها قادرة على الاستدامة والمنافسة ومواجهة التحديات والمخاطر، وقد أثمرت المبادرة على مدى السنوات الأربع السابقة أثراً واضحاً في تنمية قدرات رائدات الأعمال وصناعة نماذج يُحتذى بها. والجدير بالذكر أن سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة لديها باع طويل في دعم مشاريع ريادة الأعمال للشباب من خلال ترؤسها لمجلس إدارة مؤسسة إنجاز. هذه المؤسسة آتت أكلها وتركت بصمات واضحة في مجال ريادة الأعمال لدى الشباب على مدى سنوات طويلة.

وتؤكد الفائزات في السنوات السابقة أن منح مؤسستهن الحق في استخدام شعار الامتياز على المطبوعات الرسمية والموقع الإلكتروني الخاص بهن لمدة سنتين من حصولهن على الامتياز أسهم في تعزيز سمعة مشاريعهن التجارية، ومكانتهن في السوق المحلي والإقليمي والعالمي، وساعد على تحقيق طموحهن في البدء في توسيع توزيع منتجاتهن المحلية في الأسواق الخارجية. كما منحهن الثقة والاعتزاز بأنفسهن، وعزز ثقة العملاء فيهن، كون هذه العلامة تدل على كفاءة مؤسساتهن، كما شكل وسيلة دعم ومساندة في الترويج لمنتجات مشاريعهن، ففوزهن بعلامة امتياز الشرف أسهم في تسليط الضوء عليهن كطاقات وكفاءات بحرينية شابة في مجال ريادة الأعمال، وإبراز قصص نجاحهن في إدارة العمل الحر، مما عزز ثقة الزبائن في منتجات مشاريعهن.

ويمتد أثر الفوز بعلامة امتياز الشرف من التسويق إلى رفع القدرات المؤسسية لشركاتهن ومؤسساتهن، ورفع قدرات رائدات الأعمال المشاركات من خلال التدريب والإرشاد، حيث حصلن على فرص للمشاركة في المؤتمرات والمنتديات المتخصصة في مجال ريادة الأعمال في البحرين وخارجها، مما ساعدهن على تنمية قدراتهن، وتطوير فكرة مشاريعهن وتحسين إنتاجيته وتنافسيته ورفع جودة منتجاتها وقابليتها للتصدير، كما أن المبادرة ساعدتهن على التركيز على المشروعات المبتكرة والمرخصة من السجلات التجارية التقليدية أو الافتراضية، والقادرة على الاستدامة ومواجهة التحديات بأنواعها ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الاقتصادية المستجدة والمبتكرة التي برزت بشكل لافت خلال الفترة السابقة، والدور البارز لرائدات الأعمال في دعم الأنشطة والمبادرات المجتمعية. إن التزام سيدات الأعمال بمعايير امتياز الشرف لتطوير مشاريعهن التجارية، ستتحول لثقافة سائدة بين رائدات الأعمال البحرينيات، ومعايير المبادرة باتت أنموذجاً لريادة الأعمال يحتذى به على المستوى الإقليمي والعالمي.. ودمتم سالمين.