بكين - (أ ف ب): افتتح الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الثامن عشر أمس أمام أكثر من ألفي مندوب بنداء من الرئيس المنتهية ولايته هو جينتاو الذي حذر من أن الفساد المتفشي في البلاد قد «يقضي» على النظام داعياً إلى المزيد من الديمقراطية في اقتصاد يجب أن يركز على الاستهلاك الداخلي. كما دعا هو جينتاو الذي سيتخلى عن منصبه كأمين عام للحزب الشيوعي لتشي جينبينغ إلى تحويل الصين إلى «قوة بحرية» في وقت تتنازع مع اليابان ودول مجاورة أخرى منها فيتنام والفلبين السيادة على جزر في بحر الصين. وقد دشنت بكين أول حاملة طائراتها في سبتمبر الماضي. وألقى هو جينتاو الذي نجح خلال عهده الذي دام 10 سنوات في تحويل بلاده إلى ثاني قوة في العالم، خطاباً استمر 90 دقيقة في حرم قصر الشعب في ساحة تيان انمين التي تم إغلاقها وفرض إجراءات أمنية صارمة فيها لهذه المناسبة، واختتم كلمته بتحذير شديد من الفساد المستشري في البلاد.وقال «إذا فشلنا في معالجة هذه المسألة بالشكل الصحيح، فقد تكون قاضية» وتؤدي إلى «انهيار الحزب الدولة»، في إشارة إلى الفضائح السياسية المالية التي تلطخ عائلات عدد من كبار القادة بينهم عضو المكتب السياسي بو تشيلاي الذي أقصي من الحزب في انتظار محاكمته. وذكرت تقارير صحافية أنه قرب قصر المؤتمرات في محطة مترو «تياننمان الشرقية» تم توقيف دورية شرطيين بالزي الرسمي 30 شاباً صينياً اقتيدوا إلى وجهة مجهولة. وعلى الصعيد الاقتصادي دعا الرئيس هو جينتاو إلى «نموذج نمو جديد» يركز على الاستهلاك أكثر من التصدير وحدد سنة 2020 «لمضاعفة إجمالي الناتج الداخلي» ودخل الفرد الذي يقدر حالياً بنحو 3500 دولار في السنة في المدن. وعلى الصعيد الداخلي تواجه السلطات الصينية موجة من محاولات الانتحار حرقاً يقوم بها تيبتيون تكثفت مع اقتراب المؤتمر، وخلال الـ48 ساعة الأخيرة انتحر أو حاول الانتحار حرقاً 6 تيبتيين، وفقاً لما أفادت الحكومة التيبتية في المنفى.وكشفت معلومات صحافية هذه السنة عن الثروات الطائلة لعائلات بعض القياديين الصينيين من بينهم رئيس الوزراء وين جياباو والرئيس المقبل شي جينبينغ. وشدد هو جينتاو على أهمية الإصلاح السياسي وهو مجال تعتبر حصيلته فيه ضعيفة جداً وقال «إن إصلاح البنية السياسية هو جزء هام من الإصلاحات الشاملة في الصين» داعياً إلى «تعليق المزيد من الأهمية على تحسين النظام الديمقراطي» مع توخي التقدم «بشكل نشط وحذر». وتتمثل الإصلاحات التي يدعو إليها المسؤولون الشيوعيون الصينيون في إقامة فصل واضح بين دور الحزب والدولة والسماح بمزيد من مشاركة الشعب في اختيار قادته المحليين لكن ليس البتة إقامة تعددية حزبية على النمط الغربي.وتشي جينبينغ هو ابن أحد «أبطال الثورة» حيث قاتل والده إلى جانب ماو تسي تونغ مؤسس النظام. وهو يرث بلداً في حالة تحول كبير مصمماً على الاحتفاظ بموقعه كثاني قوة كبرى عالمية.