في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتغيرة، والأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، يبرز دور مملكة البحرين وبلوماسيتها الحكيمة في الدعوة إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لوقف التصعيد والعمليات العسكرية، والعمل على سرعة استئناف المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لتسوية الأزمة الراهنة عبر الوسائل الدبلوماسية والسلمية، والدعوة إلى وقف نزيف الحرب بين إيران وإسرائيل، بما يؤدي إلى إحلال السلام والأمن في المنطقة، وتجنيب شعوبها أهوال الحروب وأخطارها، حيث تظل البحرين هي أيقونة السلام في المنطقة والعالم بتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة حثيثة وحكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

من هذا المنطلق تحظى مملكة البحرين بثقة المجتمع الدولي، لاسيما الدول العظمى، وهذا ما برز مؤخراً من خلال الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، إلى المملكة المتحدة، مؤخراً، حيث شهد ورئيس وزراء المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية مراسم التوقيع على اتفاقية ومذكرة تفاهم، شملت، الشراكة الاستراتيجية الثانية في مجال الاستثمار والتعاون بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، والتي تدعم الاستثمار المتبادل بين البلدين والتي من شأنها أن تُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق مزيدٍ من فرص العمل في البلدين الصديقين، ضمن القطاعات ذات الأولوية المشتركة، ومنها قطاع الخدمات المالية وقطاع التكنولوجيا وقطاع الصناعة، ودعم جهود تقليل كثافة انبعاثات الكربون، من خلال استثمار ملياري جنيه إسترليني من القطاع الخاص بمملكة البحرين في بريطانيا، وكذلك اتفاقية التعاون الدفاعي بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، والتي تهدف إلى تعزيز الالتزام المشترك بحفظ بالأمن والسلام الإقليمي، ودعم مستوى التنسيق والتدريب المشترك بين البلدين الصديقين، إلى جانب تعزيز الشراكة البحرية في المجال العسكري والدفاعي.

وفي روسيا الاتحادية، التقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، مع الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2025، حيث ألقى سموه كلمة في الدورة الثامنة والعشرين من المنتدى، بحضور الرئيس بوتين ورئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويه شيانغ، ونائب رئيس جنوب أفريقيا بول ماشاتيل، وكبار المسؤولين من مختلف دول العالم، حيث أكد سموه على أن مملكة البحرين تحقق نجاحات بارزة في مختلف المجالات الاقتصادية، مستندة إلى رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، التي أرست دعائم التنمية الشاملة والمستدامة، إضافة إلى الدعم المتواصل من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

وخلال المنتدى، تمّ التوقيع على نحو 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم وتعاون بين البحرين وروسيا، في مجالات الصناعة، والتجارة، والسياحة، والمواصفات والمقاييس، والشؤون الجمركية والضريبية، وقطاعات الوقود والطاقة، والإعلام ووكالات الأنباء، وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى مذكرة دبلوماسية لتنظيم دخول وإقامة ومغادرة أفراد أطقم الطيران، والتنسيق بين غرف التجارة والصناعة في البلدين، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم وتعاون، ما يعكس الحرص المشترك والمستمر على فتح آفاق أرحب للتعاون والشراكة الثنائية.

إن الزيارات الرسمية واللقاءات التي عُقدت في المملكة المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، تُبرز مدى الثقة التي تحظى بها المملكة على مستوى العالم، لاسيما من القوى والدول العظمى، حيث تؤكد تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون التي تمّ التوقيع عليها مدى العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البحرين وتلك القوى العظمى، بالإضافة إلى النتائج الإيجابية التي تعود على الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.