أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن "المدخنين من المسنين وكبار السن معرضون للإصابة بالسرطان والعمى وهشاشة العظام، إلى جانب الأمراض التي يسببها التدخين بشكل عام لأي مدخن، إضافة إلى بعض الأمراض الأخرى التي يعاني منها المسنين بحكم التقدم في العمر، لتصبح عبارة "التدخين يسبب الوفاة” التي كثيراً ما نقرأها على عبوات السجائر التي تباع بأسواق بعض الدول، ليست رسالة تحذير مباشرة للمدخنين بشكل عام فقط، بل ناقوس خطر لكبار السن والمسنين بشكل خاص.وقالت الدراسات إن "التدخين يزيد من احتمال إصابة كبار السن بسرطان الدم، خاصة من تجاوزوا سن الستين، فيكونوا أكثر عرضة من غير المدخنين للإصابة بنوع معين من سرطان الدم النقي الحاد”.وأوضح الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية أن "سرطان الدم النقي الحاد "AML” أكثر شيوعاً عند الكبار، ويتألف من 8 انواع وينتج عند وجود عدد كبير من خلايا الدم غير الناضجة في الدم والنخاع العظمي والعقد الليمفاوية”.وطبقاً لإحصاءات طبية، فإن معدلات الإصابة بسرطان الدم النقي الحاد، تبلغ 39 حالة لكل مليون بين الذكور، و26 حالة لكل مليون بين الإناث. كما كشفت دراسة أمريكية حديثة أن التدخين يضر بحاسة البصر لدى المدخنين المسنين، ويضر بشبكية العين لديهم بصورة قد تسبب العمي. وأوضح الباحثون في جامعة كاليفورنيا خلال الدراسة، أن "التدخين يؤدي إلى الضمور الشبكي المرتبط بتقدم العمر، الذي يعد أحد أكثر الأسباب المؤدية إلى العمى فوق سن الخامسة والستين”.وأشارت الدراسة إلى أن "إقلاع المسنين عن التدخين سوف يحسن من قدرة أبصارهم، فيما أوضحت أن النساء العجائز المدخنات اللواتي تجاوزن الثمانين من العمر كانت أبصارهن أسوأ من نظيراتهن اللاتي يماثلنهن عمراً من غير المدخنات”. كما أظهرت نتائج العديد من الأبحاث العلمية أن "التدخين يزيد من نسبة الكوليسترول بالدم، حيث تزيد ثلث ملليجرام مع تدخين كل سيجارة، أو 1 ملليجرام كل 3 سجائر، و6 ملليجرام مع كل علبة سجائر كاملة”. كما أكدت بعض الدراسات والأبحاث الطبية أن "التدخين يعد من عوامل الإصابة بمرض هشاشة العظام، وأن كبار السن يعانون من وجود نقصان في كثافة وكتلة العظام، وأنه كلما زادت فترة التدخين كلما كانت الفرصة أكبر لحدوث كسور العظام التلقائية نتيجة لزيادة حدة مرض هشاشة العظام”. وعن كيفية التخلص من هذه العادة السيئة يقول الأطباء إن "أول خطوة للإقلاع عن آفة التدخين هي قناعة الشخص المدخن بأهمية وضرورة إقلاعه عن التدخين، وأن هذا الأمر ليس بالصعب أو المستحيل إذا توفرت الإرادة والعزيمة الصادقة”.وقدم الأطباء عدداً من النصائح للإقلاع عن التدخين تتضمن:^ على المسن المدخن أن يبدأ أولا باتخاذ القرار، ويكون جاداً فيه، ووضع قائمة بالأسباب التي دعته إلى الإقلاع، والمقارنة دائماً بين تناوله السيجارة أو المحافظة على صحته، فهذان الأمران ضدان لا يجتمعان، فإما الصحة وأما التدخين، وكذلك بين تناوله السيجارة أو الفوز برضا ربه، فالتدخين بكافة أنواعه حرام.^ على المسن المدخن أن يقوم بتغيير نمط حياته، بأن يبدأ بتكييف نفسه على الوضع الجديد، بأن يمارس هواياته المفضلة، أو يمارس الرياضة، أو يطيل من فترات الاسترخاء.^ على المسن المدخن أن يحدد يوماً معيناً لبداية الإقلاع عن التدخين، حيث يبدأ المقلع أولاً بتقليل كمية النيكوتين المتناولة يومياً، ويكون ذلك من خلال وضع جدول زمني بحيث يبدأ بالتقليل من السجائر المدخنة يومياً حتى يصل إلى مرحلة اللاتدخين عند اليوم المحدد مسبقاً بيوم الإقلاع التام، وبإمكانه اللجوء إلى العيادات المتخصصة إذا أراد المساعدة للإقلاع عن التدخين، وأن يغير عاداته الغذائية كأن يأخذ كوباً من اللبن بدلاً من التدخين صباحاً، أو تناول تفاحة كلما زادت رغبته في التدخين أو تناول كوباً من العصير بعد الوجبات الغذائية.