أحمــــــــــــــد جاســـــــــــمajasim98gmail.comقبل أيام شرفنا بطل جديد من أبطال الأسرة السعيدة، إنه البطل (خالد بن أحمد) ومع تشريف خالد يصل عدد عصابتنا إلى أربعة (ثلاثة أولاد وبنت)، وتبدأ رحلة جديدة من المغامرات والطرائف والضحك والمعاناة والسهر والتكاليف والغيرة والملابس والحفاظات! وأشباهها .ولأن كل ذلك يحدث فإن الحياة تتجدد، فالعيش بدون مغامرة ولا معاناة.. لا طعم فيه ولا لون ولا مذاق، فخالد جاء ليخلد ذكرانا وحكاياتنا مع الثلاثة السابقين بتذكر كل المواقف والأحوال التي مروا بها قبله، وجاء هو كذلك ليسطر تاريخه الجديد في العائلة.. فالصغار يحضرون في الوقت المناسب ليمنحونا روحاً جديدة ونبضاً يتحرك بعبق الفرح والأنس، بل إنه يأتي ليعمق حب (الزوجة الأم) في القلب ويعطيه أبعاداً خرافية من مسافات الود والألفة والرحمة والسكن .هؤلاء الصغار يمنحونا كل ذلك وأكثر، يتعبونا فنحبهم، يرهقون أمهاتهم تسعة أشهر وتأتي لحظة الولادة لتتعدى بآلامها أميال التعب الذي مضى من تلك الأشهر التسعة، ويخرج الجنين بمخاض لا تختلف عليه اثنتان من الأمهات أنه يكاد يكون الموت المحقق، ومع ذلك يوضع الجنين في حضن الأم بعد دقائق فتبتسم له وتلاطفه، وكأن شيئاً لم يكن، (فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن)، ويروى أن رجلاً في الطواف كان يحمل أمه. ويطوف بها حول الكعبة المشرفة. سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها؟ فقال صلى الله عليه وسلم «لا . ولا بزفرة واحدة». أي ولا بألم من آلام لحظة الولادة .اليوم زدنا واحداً، ولكن في الحقيقة زدنا عمراً جديداً، فالواحد لا يأتي مجرداً بجسده بل يأتي بلحظاته ودقائقه وساعاته وأيامه وسنواته، فتعال لنعد أنفاسه وألفاظه وخطرات قلبه وسوانح فكره وخطواته ومضغه وشربه ودراسته وشغله ولن تتوقف في العد في إلى أن يلقى ربه، أليس ذلك عمراً جديداً أضيف لنا ؟! ومهما ابتعدنا وسافرنا وحرمنا منهم أياماً فسنعود لهم بلا ريب أو يعودوا لنا، وقد قيل إن المنصور بعث إلى من في الحبس من بني أمية سائلاً لهم: ما أشد شيء مر بكم في هذا الحبس؟ فقالوا: أشد شيء هو ما افتقدناه من تربية أولادنا.اللهم احفظهم لنا واحفظنا لهم وأنبتهم النبات الحسن.