كتبت - شيخة العسم:«بصراحة وبدون خجل فإن الزواج أكثر الصعوبات التي أواجهها حالياً، فالمعاق أكثر إنسان يحتاج للسكن والحنان والراحة.. أتمنى أن أجد نصفي الثاني»، و»أطمح للتمثيل بأعمال تلفزيونية لنقل معاناة المعاقين للمجتمع» هكذا تحدث صالح المادح لـ»الوطن» وهو يصف معاناته وطموحاته وإبداعاته.وأضاف المادح «أتمنى من الدولة الالتفات للمواهب في المعاقين فهم رمز الكفاح والإبداع، وكنا قد طالبنا بإنشاء مسرح للمعاقين أرجو أن يتم تفعيله».صالح المادح شاب خلوق يتسم بحس مرهف وهذا ما تلمسه عندما تتحدث معه لأول مره في الثلاثين من عمره شاب طموح رغم إعاقته فهو «مقعد» على كرسي منذ ولاته ولكنه أبى أن يترك هذه الإعاقة حاجز لطموحاته ومازال يطمح لأن يحقق كل ما حلم به على الرغم من أنه أيضاً مصاب بالسكلر، ويعتبر أخيه الأكبر من بين إحدى عشر أخوة هو الأقرب إليه والمرجع له.يقول صالح عن معاناته في صغره «كنت في بداية مشواري الدراسي قد درست بدار التأهيل وهي مدرسة خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة وبعد سنتين اكتشف المدرسون ومديرة الدار أن مستواي العقلي ممتاز وأني يجب أن أنتقل للمدرسة المنتظمة، وبعد إصرار منهم انتقلت لمدرسة حكومية وأنا بالصف الثالث، إلا أنني قد عانيت كثيراً بسبب المضايقات الكثيرة من قبل الطلاب معي، هكذا حتى وصلت للصف الثاني ثانوي، فلم أكمل بعدها الدراسة بسبب مضاعفات المرض «السكلر» والذي اضطرني للمكوث في المستشفى لمدة طويلة، وعدم استطاعتي لمتابعة دارستي، والآن أنا أعمل في شركة «Box Makers». ويقول المادح «أنا أيضاً حالياً عضو عامل في مركز الحراك الدولي وعضو إداري في الجمعية البحرينية لذوي الإعاقة واستفدت كثيراً من عضويتي أولها وأهمها هو الاختلاط بالناس والتعرف عليهم ثانياً تنمية المواهب وتقديم ندوات مفيدة». ويوصل المادح «أنا أملك موهبتين هما الشعر والتمثيل، أما بالنسبة للشعر فكانت بداياتي في عام 2000 وأن أكتب الشعر الغزلي والوطني، وقدمت ثلاث أمسيات شعرية الأولى بجمعية وعد في عام 2002 الثانية بجمعية البحرين لتحدي الإعاقة في 2011 وأخيراً أمسية شعرية بجزر أمواج نظمتها لجنة «معاً لأجلهم» وحصلت من خلالها على درع».وفي سؤالنا عما يعني له الشعر قال المادح إن الشعر هو إحساس قبل أن يكون موهبة، وهي مقدرة لا يستطيع أي شخص أن يمتلكها، أما بالنسبة لي فأنا جعلت الشعر وسيلة لمخاطبة الناس وللتبيان وإثبات لهم أن المعاق يمتلك حساً مرهفاً وله مميزات لا يمتلكها الكثير من الأسوياء وأنه غير عاجز عن تحقيق ما يتمناه.«وفي أبيات للشعر الغزلي للمادح يقول فيها:جنون ٌ جنونٌ جنونلأجلِ تلك العيون ولأجلها أسمى أناالتائه الضائع المجنون وفي أبيات يعتز بها المادح في الشعر الوطني قال فيها : سلمت ياوطنيمن كل شر عبارة أقولهاويقولها كل البشر وطنٌ يصرخ لك المجدوالنور فيك انتشر وطنٌ غنت لك اللآلئوأنطقت حتى الحجر فقلبي بدقاته غدىمهرولاً بحبهِ حتى انفجر ولساني ويدي وقلمي يقولون فيك أحلى العبر يقولون أنك بلدٌلا تغادرُ عنك الدررويقولون أنك طبقٌجميلٌ يبدوا في أحلى الصور فحتى اسمك يبدولحناً جميلاً على أنغام الوتر فسلمت يا وطنيمن كل شر أما بالنسبة للموهبة الأخرى التي يمتلكها المادح وهي التمثيل وهي الأقرب إلى قلبه وأحبها فيقول المادح «لقد أحببت التمثيل كثيراً وأرى أن هذه الموهبة ممكن أن تتطور»، وعن أول تجربة له في التمثيل يقول المادح «لقد شاركت في مسرحية «سلام جابر بدور البطل الشاعر، بعد أن رشحت للبطولة من قبل رئيس الجمعية البحرينية لتحدي الإعاقة وقبلت، حيث كانت المسرحية تتحدث عن معاق يتمنى الزواج ببنت سلطان المدينة»، ويضيف المادح «تم عرض المسرحية في البحرين وبعدها في الإمارات، حيث شاركنا في المهرجان المسرحي لذوي الاحتياجات الخاصة وحصلت المسرحية وهي تحت اسم «سلام جابر» على المركز الأول إضافة إلى أربع جوائز أخرى».ويعلق المادح «وبهذا المنبر أود أن أوصل رسالة للكتاب والمخرجين بالأعمال التلفزيونية والمسرحية بأن المعاق يملك موهبة يجب أن يستغلوها في أعمالهم، فعندما يقومون بإعطاء دور معاق لشخص سوي لن يتقمص الشخصية أو لن تكون عفوية طبيعية كالشخص الذي يعيش الإعاقة في الواقع، أتمنى أن تكون لي فرصة في الأعمال المسرحية والتلفزيونية وهذا حلم أرجو أن يتحقق».وعن سؤالنا للصعوبات التي تواجه المادح يقول «بصراحة وبدون خجل أكثر الصعوبات التي أواجهها حالياً «الزواج» فالمعاق هو أكثر إنسان يحتاج للسكن والحنان والراحة وأن يجد من يلجأ إليه ويرتاح له، في المقابل أيضاً سيكون المعاق هو أكثر حناناً ويقدر نصفه الآخر أكثر من الشخص السوي بنظري».