لا ينكر أحد الجهود الأمنية والخدمات المتقدمة والمتطورة لوزارة الداخلية عبر كافة أجهزتها وإداراتها طوال العام، تلك الجهود التي تلامس كافة المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء وتعمل على غرس شعور الأمن والأمان والراحة والطمأنينة الأمر الذي يجعل الوطن واحة للأهالي والمقيمين الكرام، ووجهة للزوار طوال العام، ومقصداً لرواد الأعمال والمستثمرين.

وإذا كانت التجارب والخطط تقاس خلال الأزمات وتتبين فعاليتها في الأوقات غير الاعتيادية، فإن العديد من الجهات دون استثناء كانت على قدر المسؤولية، واستطاعت تبيان جاهزيتها خلال فترات الطوارئ والأزمات، وفي مقدمتها وزارة الداخلية عبر العديد من إداراتها الأمنية والإعلامية، فقدّمت برامج ثقافية استباقية ساهمت في توعية المجتمع عبر نشراتها وتواصلها الدائم من خلال القنوات الرسمية الإعلامية وكذلك عبر الإعلام الرقمي المتمثل بوسائل التواصل الاجتماعي، ناهيك عن الاستنفار والاستعداد للإدارة العامة للدفاع المدني والإسعاف الوطني والجهات المعنية بشكل مباشر بأمن الوطن وسلامة مواطنيه.

واليوم ونحن في شهر محرم الحرام، نشهد جهوداً تنظيمية من نوع آخر، جهوداً تتجلى من خلالها الشراكة المجتمعية سواء عبر وزارة الداخلية ودورها في تسيير الحركة المرورية والتنسيق مع المآتم ووضع الخطط الكفيلة بضمان ممارسة الحريات دون أن تشكّل تلك الممارسات أي عائق على الحياة العامة، وعبر تعاون الجميع مع تلك الخطط والاستعدادات، سواء من قِبل الأهالي أو المآتم أو الجهات ذات العلاقة كوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الجعفرية والمحافظات، لتضرب البحرين مثالاً يُحتذى به في التعايش السلمي واحترام الآخر، والمحبّة والتآلف بين الجميع، وكل ذلك في إطار القانون والتشريعات.

وإن كان الشيء بالشيء يُذكر، فإن اللحمة الوطنية بين أطياف مجتمعنا البحريني الأصيل هي القاعدة الصلبة التي نبني عليها الكثير، بل نُفاخر بها بين العالم أجمع، وإن الالتزام بالمبادئ الأساسية لأي مناسبة كانت من شأنه أن يعكس تلك اللحمة الوطنية والشراكة المجتمعية التي ننعم بها في البحرين وتعتبر امتداداً لأجيال سابقة أسست هذا الحب وذاك الولاء للوطن ولقيادته الحكيمة وللمجتمع.

تبقى الجهود الأمنية والشراكة المجتمعية جناحين أصيلين تُحلّق بهما البحرين ناشرةً رسالة محبّة وسلام، في بلد الأصالة والتعايش.