أصبحت شبكات الإنترنت المنزلية جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية حيث يعتمد عليها الجميع في العمل والتعليم والترفيه والتواصل، ولكن مع هذا الاعتماد المتزايد، تزداد أيضًا محاولات الاختراق والتجسس على الشبكات الخاصة، مما يعرض معلومات المستخدمين وخصوصيتهم للخطر، وكثير من الناس يظنون أن مجرد امتلاكهم لكلمة مرور قوية كافٍ للحماية لكن الحقيقة أن تأمين الشبكة المنزلية يتطلب خطوات أعمق وأكثر وعيًا.

الهجمات على الشبكات المنزلية لا تستهدف فقط سرقة الإنترنت بل قد تكون وسيلة للتجسس على الأجهزة، أو سرقة بيانات حساسة مثل كلمات المرور والحسابات المصرفية، أو حتى استغلال الشبكة لنشر برمجيات خبيثة، ولذلك أصبح من الضروري التعامل مع حماية الإنترنت المنزلي باعتبارها مسؤولية يومية لا يمكن تجاهلها.

تغيير الإعدادات الافتراضية للمودم أو الراوتر

معظم الأجهزة التي يوفّرها مزودو الخدمة تأتي بإعدادات افتراضية يسهل على القراصنة تخمينها أو البحث عنها، مثل اسم المستخدم وكلمة المرور للدخول إلى لوحة التحكم، ولذلك يجب تغيير هذه الإعدادات فورًا بعد تركيب الجهاز مع اختيار اسم مستخدم وكلمة مرور يصعب التنبؤ بهما، وكذلك من الأفضل تغيير اسم الشبكة (SSID) حتى لا يكشف نوع الجهاز أو الشركة المصنعة، وهو ما يستخدمه البعض لاختراقها بسهولة.

الدخول إلى صفحة إعدادات الراوتر عادةً يكون من خلال عنوان IP يظهر في دليل الجهاز، ومن هناك يمكن التحكم الكامل في الإعدادات الأمنية ومن ضمنها تغيير كلمات المرور وتحديث البرنامج الثابت (firmware) بشكل دوري.

تفعيل التشفير القوي لحماية البيانات

التشفير هو خط الدفاع الأساسي الذي يمنع المتطفلين من الوصول إلى المعلومات المتبادلة داخل الشبكة، ولذلك ينصح دائمًا بتفعيل خيار WPA3 إن كان مدعومًا، أو على الأقل WPA2 ، وعدم ترك الشبكة مفتوحة أو على خيارات أضعف مثل WEP ، والتشفير لا يحمي فقط من سرقة الإنترنت بل يمنع أيضًا مراقبة ما يتم تداوله داخل الشبكة من معلومات وملفات.

كذلك يجب التأكد من أن كلمة مرور الواي فاي نفسها قوية، وتجمع بين الحروف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز لتجنب التعرّض للاختراق من خلال برامج تخمين كلمات المرور.

مراقبة الأجهزة المتصلة بالشبكة بانتظام

من أكثر الطرق فعالية لكشف التسلل هو متابعة الأجهزة المتصلة بالشبكة، ومعظم أجهزة الراوتر تتيح لك رؤية قائمة كاملة بكل الأجهزة المتصلة بما في ذلك الهواتف، الحواسيب، الشاشات الذكية، وحتى الكاميرات أو أجهزة المساعد الصوتي، وإذا لاحظت جهازًا غير معروف يجب فصله فورًا وتغيير كلمة المرور الأساسية.

كما يمكنك تفعيل خيار الإشعارات عند اتصال جهاز جديد، وهي ميزة تقدمها بعض الأجهزة الحديثة لتبقى على علم دائم بأي نشاط غريب يحدث داخل الشبكة المنزلية.

إيقاف الميزات غير الضرورية وتقليل نقاط الدخول

كلما زاد عدد الخدمات المفتوحة في الراوتر كلما زادت احتمالات الاستغلال، لذلك يُفضّل إيقاف خاصية التحكم عن بعد (Remote Management) إذا لم تكن تستخدمها لأنها قد تستغل للدخول إلى الشبكة من خارج المنزل، وكذلك يفضل تعطيل WPS لأنها تسهّل الاتصال دون الحاجة إلى كلمة مرور معقدة، وهو ما يُعتبر نقطة ضعف واضحة في بعض الأجهزة.

كما يمكن إنشاء شبكة منفصلة للزوار بحيث لا يستطيع أي شخص خارجي الدخول إلى نفس الشبكة التي تعمل عليها أجهزتك الأساسية، وهذا يعزز من العزل الأمني ويمنع التداخل بين الأجهزة.

تحديث البرمجيات باستمرار

البرمجيات الثابتة للراوتر تمامًا مثل أنظمة التشغيل في الحواسيب تحتاج إلى تحديثات دورية تسد الثغرات وتضيف طبقات حماية جديدة، وتأكد من الدخول إلى إعدادات الجهاز بين الحين والآخر والبحث عن تحديث جديد، وبعض الأجهزة تقوم بالتحديث تلقائيًا لكن في حالات كثيرة يتطلب الأمر تدخلًا يدويًا، وعدم تحديث الراوتر قد يترك الشبكة مكشوفة أمام هجمات تم تصحيحها بالفعل في الإصدارات الأحدث.