قال الشيخ عبدالفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة، في تصريح "لافت" لمجلة "ماريان" الفرنسية، ونشر اليوم الجمعة: "على راشد الغنوشي مغادرة النهضة". وأضاف "إنه يحمل الحزب والبلاد نحو الهاوية"، ولذلك فهم سيغادرون قريباً الحكم. وأكد أنه هو من نصح الجبالي بتكوين حكومة كفاءات غير متحزبة من أجل إنقاذ البلاد، ولذلك فأنا من بين الشخصيات التي تكوّن "لجنة الحكماء" لتقديم المشورة لرئيس الحكومة. وتجدر الإشارة إلى أن حزب النهضة الإسلامي الحاكم، يعرف أزمة تهدد بتفكيكه، خاصة بعد إعلان أمينه العام عن تشكيل حكومة كفاءات، ستخرج النهضة من الحكم، ما عمق من التباينات والانقسامات، بين شقين الأول يدعو إلى إسلام تونسي متفاعل مع التجربة التحديثية التي عرفتها تونس، من أبرز رموزه الجبالي ومورو. وشق ثانٍ يعرف بتشدده وقربه من التيار السلفي، بزعامة راشد الغنوشي. وشدد مورو على أنه المؤسس الأول للحركة قبل الغنوشي، الذي قال "إنه التحق بصفة متأخرة بالتنظيم". وأوضح أنه سعى منذ سنوات إلى جذب الحركة نحو الحداثة، مضيفاً "لقد غادرتُ الحركة، ثم عدت إليها بعد المؤتمر الأخير الذي انعقد في يوليو/تموز 2012". ودعا حزبه إلى أخذ الدروس من تجربة الحكم، ولتجاوز المأزق السياسي الحالي، أوضح مورو أنه يدعو لعقد مؤتمر استثنائي وخارق للعادة للحركة من أجل انتخاب قيادة جديدة، من أبرز عناوينها خروج الغنوشي من القيادة، خاصة أنه أصبح شخصاً مكروهاً لدى قطاع واسع من التونسيين، الذين حمّلوه مسؤولية اغتيال المناضل اليساري شكري بلعيد. كما أوضح مورو أن الغنوشي حوّل الحركة إلى نادٍ عائلي، وهو المسؤول عن حماية المتشددين الذين يجاهرون بعدائهم لكل من يخالفهم الرأي، بل يدعون إلى إقصائه، وهذا ما لا ينسجم مع حزب يحكم ويقود البلاد. يأتي ذلك في الوقت الذي، يواصل رئيس الحكومة المؤقت حمادي الجبالي مشاوراته مع مختلف الأطياف السياسية في البلاد حول فكرة تجسيد حكومة التكنوقراط رغم رفض حركة النهضة التي لا تزال متشبثة بمقترح حكومة الائتلاف الوطني. وكان الجبالي هدد من قبل بالاستقالة في حال لم يتمكن من تشكيل حكومة التكنوقراط غدا السبت كأقصى حد. من هو عبد الفتاح مورو؟ عبدالفتاح مورو هو محامٍ، بدأ نشاطاته الإسلامية في 1960، في المدارس الثانوية والمساجد. وفي عام 1969 التقى راشد الغنوشي في تونس العاصمة في مسجد، وشرعا في تأسيس حركة إسلامية في تونس. في عام 1973، وبعد محاولة تنظيم اجتماع جماهيري، اعتقل عبدالفتاح مورو وراشد الغنوشي، وبعد هذا الحادث، قررا إنشاء تنظيم "الجماعة الإسلامية". وفي عام 1981 أصبحت تحمل اسم "حركة التيار الإسلامي"، ثم حركة "النهضة". أوقف مورو كل نشاطه السياسي في تونس بداية من سنة 1990 احتجاجاً على توجه بعض شباب الحركة نحو خيار العنف. وبعد عودة راشد الغنوشي من المنفى، قال مورو إنه سوف يعود مرة أخرى للنشاط السياسي. وشارك مورو في انتخابات المجلس التأسيسي في قائمة مستقلة، وذلك مع مجموعة من المستقلين تحت اسم "التحالف الديمقراطي المستقل"، لكنه لم يفز بعد الانتخابات، وتم ترشيحه لمنصب مستشار في حكومة حمادي الجبالي، لكن لم يتم تعيينه. عاد إلى حركة النهضة بعد مؤتمرها في سنة 2012، وتم انتخابه في مجلس شورى الحركة ونائباً لرئيسها راشد الغنوشي.