ارتجاع المريء هو اضطراب مزمن يحدث عندما ترتجع محتويات المعدة الحمضية بشكل متكرر إلى المريء، مما يسبب تهيجًا أو التهابًا في بطانة المريء، وهو أحد أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا، ويؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، في السطور التالية نسلط الضوء على أسبابه ومضاعفاته وطرق علاجه:
كيف يمكن تشخيص ارتجاع المريء
عند الاشتباه بارتجاع المريء، قد يطلب الطبيب إجراء واحد أو أكثر من الفحوصات التالية كما هو موضح بالجدول التالي:
التنظير العلوي (Endoscopy)
• يسمح للطبيب برؤية المريء والمعدة.
• قد يُظهر التهاب، تقرحات، أو تغيرات في بطانة المريء.
قياس درجة الحموضة بالمريء (24-hour pH monitoring) • يُستخدم لقياس عدد مرات ارتجاع الحمض وشدّته خلال 24 ساعة.
• يعتبر من أدق الوسائل التشخيصية.
قياس ضغط المريء (Manometry) • يقيس قوة وتنسيق العضلات في المريء.
• يُستخدم لتقييم وظيفة العضلة العاصرة.
الأشعة السينية مع بلع الباريوم • تُظهر تشوهات في شكل المريء أو تضيقاته.
أسباب ارتجاع المريء
هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى ارتجاع المريء من بينها فتق الحجاب الحاجز حيث يندفع جزء من المعدة لأعلى داخل الصدر، مما يُضعف صمام المريء، وتأخر تفريغ المعدة من خلال تباطؤ خروج الطعام من المعدة فيؤدي لزيادة الضغط والارتجاع، إلى جانب زيادة إنتاج الحمض المعدي، وضعف العضلة العاصرة للمريء، تناول وجبات كبيرة أو دسمة، الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.
إضافة إلى العوامل الوراثية إذا كان هناك استعداد وراثي لدى بعض الأشخاص، كذلك تؤدي السمنة إلى تفاقم المرض، خاصة تراكم الدهون حول البطن، فإنها تزيد من الضغط داخل البطن، مما يضغط على المعدة ويُسهل ارتجاع الحمض.
وهناك أطعمة ومشروبات تُفاقم ارتجاع المريء
حيث يجب تجنب الأطعمة التالية:
• الأطعمة الدهنية والمقلية
• القهوة والشاي الثقيل
• المشروبات الغازية
• البصل والثوم
• الشوكولاتة
• النعناع
• الطماطم والصلصات الحامضية
أعراض ارتجاع المريء ومضاعفاته
تتمثل أعراض ارتجاع المريء في حرقة في الصدر (الحموضة)، صعوبة في البلع، الشعور بطعم مر أو حامض في الفم، ارتجاع الطعام أو السوائل، السعال الجاف المزمن، بحة في الصوت، خاصة في الصباح، احساس بوجود كتلة في الحلق.
ومن مضاعفاته التهاب المريء، أو تضيق المريء، تغيرات في بطانة المريء، مما قد يزيد خطر الإصابة بسرطان المريء.
ويتم الرجوع للطبيب في الحالات التالية إذا كانت الأعراض مستمرة لأكثر من مرتين في الأسبوع، وإذا لاحظت صعوبة أو ألمًا أثناء البلع، حدوث فقدان وزن غير مبرر، أو تقيؤ متكرر أو دم في البراز.
سبل علاج ارتجاع المريء
من أحدث علاجات ارتجاع المريء علاج TIF (Transoral Incisionless Fundoplication) وهو إجراء طفيف التوغل يتم عبر الفم لتقوية الصمام المريئي، إلى جانب زرع جهاز LINX وهو حلقة مغناطيسية صغيرة تُزرع حول المريء تُقوي العضلة العاصرة دون منع البلع.
ويمكن وضع خطة علاجية متكاملة كما هو موضح بالجدول التالي:
التغييرات في نمط الحياة
العلاج الدوائي
العلاج الجراحي
• تقليل الوزن إذا كان المريض يعاني من السمنة.
• تجنب الأطعمة المحفزة للارتجاع.
• عدم الأكل قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
• رفع رأس السرير بزاوية 15-20 سم لتقليل الارتجاع الليلي.
• مضغ الطعام جيدًا وتناول وجبات صغيرة.
• مضادات الحموضة: مثل "مالوكس" أو "غافيسكون" لتخفيف الأعراض السريعة.
• مثبطات مضخة البروتون (PPIs): مثل "أوميبرازول" و"إيزوميبرازول" وهي الأكثر فاعلية.
• حاصرات مستقبلات H2: مثل "رانيتيدين" أو "فاموتيدين".
في الحالات الشديدة أو التي لا تستجيب للأدوية، قد يُوصى بالجراحة مثل:
• عملية نيسن (Nissen fundoplication): تقوية العضلة العاصرة من خلال لف الجزء العلوي من المعدة حول المريء.