التهاب الأعصاب هو عملية التهابية تصيب واحدًا أو أكثر من الأعصاب الطرفية أو المركزية، وتؤدي إلى اضطراب في وظيفة العصب نتيجة تأثر الغلاف المياليني (Myelin Sheath) أو محور العصب (Axon) يختلف تأثير الالتهاب حسب نوع العصب (حسي، حركي، مختلط)، وشدة التلف العصبي.

والتهاب الأعصاب ليس مجرد ألم أو وخز عابر، بل هو خلل عضوي حقيقي قد يؤثر على جودة الحياة إن تُرك دون علاج، ويشمل العلاج خطة متكاملة تجمع بين الأدوية والتأهيل والرعاية النفسية، ونستعرض خلال السطور التالية أسباب المرض وسبل علاجه وأحدث ما وصل فيه العلم من حيث الفعالية.

كيف يمكن تشخيص مرض التهاب الأعصاب:

يتم تشخيص المرض خلال عدة وسائل كما هو موضح بالجدول أدناه

تحاليل مخبرية تخطيط كهربائي تصوير

• فيتامين B12، B6، B1.

• اختبارات المناعة الذاتية (ANA، Anti-MAG antibodies).

• HbA1c لتقييم السكري.

• تحليل السائل الدماغي الشوكي (CSF): في حالات غيلان-باريه أو التصلب المتعدد.

• EMG (Electromyography): تقييم النشاط العضلي.

• NCS (Nerve Conduction Study) لتحديد سرعة النقل ومدى زوال الميالين.

• MRI مع تباين: لرؤية جذور الأعصاب أو وجود إصابة في الدماغ أو الحبل الشوكي.

• Ultrasound للأعصاب الطرفية: حديثًا يستخدم لتحديد سماكة أو التهابات العصب.

أنواع التهاب الأعصاب

هناك عدة أنواع من التهابات الأعصاب وهي التهاب العصب الأحادي ويصيب عصبًا واحدًا فقط (مثل العصب الوجهي)، والتهاب الأعصاب المتعددة، ويصيب عدة أعصاب في أماكن مختلفة من الجسم، والتهاب الأعصاب الطرفية يشمل الأعصاب الموجودة في الأطراف (اليدين والقدمين)، ونوضح في الجدول التالي أنوع التهاب الأعصاب بشكل تفصيلي:

النوع السبب الشائع الضرر

التهاب العصب السكري ارتفاع مزمن في سكر الدم سمية مزمنة على الأوعية الدقيقة المغذية للأعصاب

التهاب عصبي فيروسي فيروس الهربس النطاقي، HIV، EBV تكاثر الفيروس داخل خلايا العصب أو جذور العقد العصبية

التهاب عصبي مناعي ذاتي التصلب المتعدد تكوين أجسام مضادة ضد الميالين أو المحور العصبي

التهاب نتيجة نقص فيتامين B12 سوء تغذية، فقر دم خبيث انحلال غمد الميالين المركزي والمحيطي

التهاب دوائي أو سام الكحول، أدوية مثل إيزونيازيد، ميتوتركسات تأثير مباشر على التمثيل الغذائي في الخلايا العصبية

مضاعفات مرض التهاب الأعصاب ووسائل وقائية منه

في حال اهمال علاج مرض التهاب الأعصاب، هناك مجموعة من المضاعفات في مقدمتها فقدان الإحساس الدائم، وقرحات الضغط والجروح في القدم السكري، شلل في أحد الأطراف، واعتلال عصبي مزمن لا يمكن شفاؤه.

وهناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي من شأنها تخفيف حدة الألم والعلاج والتعامل المبكرة معه من بينها إجراء فحص فيتامين B12 سنويًا لمن هم فوق 50 عامًا، الكشف الدوري لمرضى السكري حتى دون وجود أعراض، تجنّب الأدوية السامة للأعصاب دون إشراف طبي، أخذ لقاح الحزام الناري لمن هم فوق 50 عامًا لتجنب التهاب الأعصاب بعد العدوى.

سبل علاج مرض التهاب الأعصاب

علاج السبب الجذري من خلال السيطرة الصارمة على السكر (في التهاب الأعصاب السكري)، ومضادات الفيروسات: مثل Acyclovir في حالات الهربس العصبي، وتعويض النقص الغذائي: B12 بالحقن بجرعات عالية في حالات سوء الامتصاص، إلى جانب العلاج المناعي خاصة في الحالات الشديدة مثل متلازمة غيلان-باريه أو CIDP، البلازما فِيرَسِز (Plasmapheresis) إزالة الأجسام المضادة من الدم، الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIG): لكبح نشاط المناعة، الستيرويدات: مثل الميثيل بريدنيزولون في الحالات المزمنة.

في ذات السياق، العمل على إدارة الألم العصبي من خلال غابابنتين، بريغابالين لتثبيط النشاط الكهربائي المفرط في الأعصاب، أميتريبتيلين أو دولوكسيتين وهم من مضادات الاكتئاب التي تخفف الألم المزمن، واستخدام لاصقات الليدوكايين أو الكابسيسين لعلاج الألم الموضعي العصبي، إلى جانب التأهيل العصبي ويشمل علاج طبيعي مكثف لتحسين التوازن والقوة العضلية، وعلاج وظيفي لتدريب المريض على مهارات الحياة اليومية، وتحفيز كهربائي للعصب (TENS) لتحفيز الاستشفاء.

وهناك علاجات حديثة وواعدة من بينها العلاج بالخلايا الجذعية والعلاجات البيولوجية التي تضم أدوية تستهدف بروتينات مناعية محددة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل تخطيط الأعصاب والتنبؤ بالاستجابة للعلاج.