قصة عمر بن الخطاب مع الأسرة الفقيرة.. تزخر حياة الصحابة بالمواقف الرائعة التي نستشف منها الدروس والعبر فهم من أفضل الرجال في التاريخ الذين اختارهم الله بعناية واصطفاهم على غيرهم من البشر ليحملوا كلمة الإسلام ويكونون عونًا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بين القصص الملهمة موقف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الأسرة الفقيرة.

قصة عمر بن الخطاب مع الأسرة الفقيرة

ففي يوم من الأيام، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتجول في المدينة ليلًا ويتفقد أحوال رعيته مع خادمه "أسلم" فإذا به يرى نارًا من بعيد وأناس يجلسون يقاسون البرد فاقترب منهم ليجد امرأة تجلس ومعها أطفالها الصغار يبكون والأم تضع وعاء به ماء على النار كأنها تطهو وسمعها تشكو عمر إلى الله من فقرها وتقول الله بيني وبين عمر.

فدنى عمر بن الخطاب من المرأة وسألها عن أمرها وما بال أطفالها يبكون فقالت لا أملك طعامًا أسد به جوع أطفالي وكلما شرعوا في البكاء وضعت لهم الإناء على النار لأوهمهم بأني أطبخ ويناموا حول قدري جائعين.

ماذا حدث بين عمر والأسرة الفقيرة؟

ولما سمع أمير المؤمنين تلك الكلمات تألم قلبه ولام نفسه كيف أن ينام وأحد من رعيته يبات جائعًا، فهرع مسرعًا مع خادمه إلى المنزل ليأتي إليهم بالدقيق وقال لخادمه احمله علي، فقال الخادم: والله لأحملنه عنك، لكن الفاروق أبى وقال هل تحمل عني الأوزار يوم القيامة؟، وحمل عمر كيس الطعام فوق ظهره مع بعض الزيت وأسرع إلى حيث المرأة وجلس قريبًا من النار ثم وضع الدقيق مع الزيت في القدر وانتظر حتى يطيب ثم قال للمرأة أن تحضر أولادها لتناول الطعام ووقف بعيدًا عنهم ينظر إليهم حتى أكلوا وشبعوا.

مكانة عمر بن الخطاب في الإسلام

يحظى عمر بن الخطاب بمكانة رفيعة في الإسلام حيث كان عزًا للإسلام والمسلمين وفيه قال ابن مسعود: "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر"، كما كان يدعو النبي صلى الله عليه وسلم بإسلام عمر الذي كان سببًا في إظهار الشعائر الدينية بعدما كانت سرية خوفًا من بطش الكفار، إذ قال صهيب بن سنان: "لما أسلم عمر بن الخطاب ظهر الإسلام ورددنا إليه علانية وجلسنا حول البيت حلقًا وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بعض ما يأتي به".