للصحابة الكرام منزلة عظيمة ومكانة رفيعة عند الله تعالى، فقد اختارهم الله لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكان لكل واحدٍ منهم فضل وشأن خاص.

لكن من بين هؤلاء الأفاضل، برز صحابي جليل اشتهر بصفة عظيمة جعلت الملائكة تستحي منه، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لعظيم حيائه وخُلقه الرفيع، فمن هو هذا الصحابي الذي بلغ من السمو والخلق أن استحت منه ملائكة السماء؟.

من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة؟

هو الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه الملقب بـ "ذي النورين"، وثالث الخلفاء الراشدين ومن أحب الناس إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث اشتهر بحيائه وحسن خلقه.

لماذا تستحي الملائكة من سيدنا عثمان رضي الله عنه؟

وأما عن سبب استحياء الملائكة من سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلأنه كان يتميز بعفته وأخلاقه وحسن خلقه وسيرته التي أرغمت الناس على حبه الشديد، كما أنه رضوان الله عليه كان شديد الحياء ما اكتسب وقارًا وهيبة وحياءً من الآخرين حتى الملائكة.

وفي هذا أخرج الإمام مسلم حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُضطجِعًا في بيتِه كاشفًا عن ساقيه فاستأذَن أبو بكرٍ فأذِن له وهو على تلكَ الحالِ فتحدَّث ثمَّ استأذَن عُمَرُ فأذِن له وهو على تلكَ الحالِ فتحدَّث ثمَّ استأذَن عُثمانُ فجلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسوَّى ثيابَه فدخَل فتحدَّث فلمَّا خرَج قالت عائشةُ: يا رسولَ اللهِ دخَل أبو بكرٍ فلَمْ تَهَشَّ له ولَمْ تُبالِ به ثمَّ دخَل عُمَرُ فلَمْ تَهَشَّ له ولَمْ تُبالِ به ثمَّ دخَل عُثمانُ فجلَسْتَ فسوَّيْتَ ثيابَك ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ألَا أستحي مِن رجُلٍ تستحي منه الملائكةُ».

يعتبر الصحابة من أفضل الرجال في التاريخ الإسلامي فهم من آزروا الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء غزواته مع الكفار وكانوا يسعون جاهدين لإعلاء كلمة الدين لذا فإنهم يحتلون مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى فمنهم من تستحي منه الملائكة ومنهم الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن، وغيرهم كثيرين من القصص والروايات التي سطرها التاريخ.