السياحة مورد اقتصادي لا ينضب، ومملكة البحرين تعمل باستمرار على رفع حصتها السياحية في الأسواق الإقليمية والدولية، وذلك مع تنامي نشاط السياحة والسفر حول العالم، بعد أن شهد قطاع السياحة العالمي انتعاشاً ملحوظاً في العام 2024 حيث تجاوز مستويات ما قبل الجائحة، مسجلاً أرقاماً قياسية في الإنفاق والمساهمة الاقتصادية.

فقد بلغ إجمالي مساهمة السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي العالمي 11.1 تريليون دولار أمريكي، ما يمثل 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، متجاوزاً الرقم القياسي السابق لعام 2019 بنسبة 7.5%، وذلك بحسب مجلس السياحة والسفر العالمي.

وموسم الصيف الذي ربما نجده حاراً في البحرين، يجده العديد من حول السياح حول العالم جميلاً وجذاباً وجديراً بالتجربة: البحر والرحلات والرياضات البحرية إضافة إلى الرمال والأمسيات الترفيهية.. كلها تجارب توفرها البحرين وتثري تجربة السياح.

ومع بروز وجهات سياحية جديدة خلال فترة وجيزة مثل مشروع «سما بي» في قلالي ومراسي جاليريا وشاطئ «ميليا» في جزر أمواج وغيرها، إضافة إلى فعاليات مثل صيف البحرين في مركز البحرين العالمي للمعارض، تتشكل عناصر جذب جديدة للقطاع السياحي في البحرين تلبّي تطلعات السياح أفراداً وعائلات.

هذه المقاصد السياحية الجديدة، والفعاليات، تعزّز من تنافسية البحرين في مجال الجذب السياحي، يضاف إليها استثمار البحرين بشكل كبير في البنية التحتية السياحية، مما جعلها واحدة من أبرز الوجهات في الخليج والمنطقة التي تحتضن علامات فاخرة متعددة من الفنادق التي يبلغ عددها 135 منها 28 فندقاً من فئة 5 نجوم، إضافةً إلى المرافق السياحية التي توفر أنشطة ترفيهية وتجارية، وتمتلك البحرين سمات خاصة تعزز زيادة الإقبال على السياحة بما فيها سباق الفورمولا1 والمهرجانات الموسيقية والترفيهية، والمنتجعات الصحية الفاخرة والمستشفيات المتطورة التي جعلتها وجهة للسياحة العلاجية.

الأرقام تتحدث: في العام 2024، بلغ عدد زوار البحرين 14.9 مليون زائر وبلغ معدل الإقامة للسائح 2.9 ليلة سياحية، كما بلغ معدل الإنفاق اليومي للزائر 69.1 دينار بحريني، فيما بلغ إجمالي إيرادات السياحة الوافدة 1.9 مليار دينار بحريني، كما ارتفعت نسبة السائحين الذين أمضوا أكثر من يوم واحد في البحرين «سياح المبيت» إلى 44.47% وبلغوا 6 ملايين و617 ألفاً و974 شخصاً، وذلك بارتفاع قدره 20.67% مقارنةً بالعام 2023.

ومع تزايد المنافسة بين الوجهات السياحية العالمية، حرصت البحرين على الحفاظ على مكانتها السياحية وتصنيفها الإقليمي والعالمي كواحدة من أكثر الدول تطوراً في مجال الضيافة والجذب السياحي، وفي ظل تغيّر احتياجات السائح وتطور التكنولوجيا السياحية ودخول الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات إلى القطاع السياحي، أصبح القطاع السياحي في المملكة يتجه أكثر نحو الابتكار ومواكبة المستجدات، وتقديم تجارب أكثر تخصيصاً وتميزاً وشمولية، لضمان استمرارية النمو في هذا القطاع الحيوي.

من المتوقع أن يصل الإنفاق الدولي للزوار إلى 2.1 تريليون دولار أمريكي، متجاوزاً الرقم القياسي السابق لعام 2019، وهذا الأمر يعني بشكل أو بآخر احتداماً أكبر للمنافسة الإقليمية والعالمية على جذب السائح، وهذا ما يُحتّم على الجميع؛ بما في ذلك منشآت القطاع السياحي الخاص؛ مواصلة بذل المزيد من الجهود والاستثمار والابتكار في تطوير صناعة السياحة ككل في مملكة البحرين.