قصة سليمان والنملة.. خص الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء بمعجزات دونًا عن غيرهم من البشر، لكنه اختص نبيه سليمان بملكة خاصة يتميز بها وهي فهم لغة الحيوانات والحشرات، واتضح ذلك بشكل صريح من قصته الشهيرة مع النملة التي ذكرت القرآن الكريم.
ما هي قصة سليمان والنملة؟
ففي يوم من الأيام، كان يتحرك سيدنا سليمان بجيشه القوي من الجن والإنس والطير فاقترب من واد النمل وكانت تعمل نملة في مراقبة الطريق ومعرفة الأخبار، فلما رأت سيدنا سليمان يقترب هرولت مسرعة وتقول: "يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون"، فضحك سليمان من كلامها وأمر جنوده بتغيير مسار الطريق ورفع يده عاليًا إلى السماء يشكر ربه ويدعوه على تلك الهبة، حيث قال: "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".
موقف يثبت حكمة نبي الله سليمان
يحظى سيدنا سليمان عليه السلام بمرتبة عالية حيث أتاه الله الملك والنبوة إذ ورثهما من أبيه داوود عليه السلام، وكان يمتاز سليمان بالحكمة ففي يوم من الأيام أثناء شبابه جاءت امرأتان إلى نبي الله داوود ليحكم بينهما إذ كان معهما طفل صغير وكل منهما تدعي بأنه ابنها وكانت المرأة الكبرى تبكي فحكم لها بأخذ الطفل.
لكن سليمان عليه السلام كان له رأي آخر واستأذن أباه في إعادة الحكم حيث أمر أن يقسم الطفل الصغير إلى نصفين بالمنشار ويعطي لكل واحدة نصف، حتى صرخت المرأة الصغيرة وقالت: "لا أعطوه للمرأة الأخرى لكن لا تقسموه فتقتلوه"، وحينها علم سليمان أن الطفل ابن المرأة الصغرى من شدة خوفها عليه فحكم لها به.
فهم سليمان للغة النمل
وهب الله لسيدنا سليمان نعمة فهم لغة الحيوانات والطير، وليس هذا فقط بل وهبه ملكًا عظيمًا حيث سخر له طوائف من الجن والإنس والحيوانات والطير يعملون على خدمته وسخر له الرياح أيضًا تذهب به حيث يشاء.