مرارة الفم قد تكون علامة على حالات طبية متعددة، بعضها بسيط ومؤقت، والبعض الآخر مزمن ويحتاج إلى رعاية خاصة.
وقد تكون مرارة في الفم مؤشرًا لحدوث مشكلة صحية تستدعي الانتباه واستكشاف الأمراض بشكل مبكر.
في المقال التالي نسلط الضوء على أهم الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث مرارة بالفم:
مرارة الفم وأمراض الجهاز الهضمي
تنتج مرارة الفم عن أمراض الجهاز الهضمي من بينها الارتجاع المعدي المريئي، حيث يحدث عندما ترجع أحماض المعدة إلى المريء وتصل أحيانًا إلى الفم، ما يسبب طعمًا مرًا أو حارقًا، فالحمض المعدي يحتوي على مواد مهيّجة ذات طعم لاذع أو مر، وعند وصوله للفم يسبب الإحساس بالمرارة، خاصة بعد الأكل أو أثناء النوم.
كذلك حدوث التهاب المعدة ينتج عنه مرارة بالفم، حيث يحدث التهاب في بطانة المعدة، ويمكن أن يكون حادًا أو مزمنًا، وغالبًا ما ينتج عن العدوى ببكتيريا أو الاستخدام المفرط للمسكنات.
مرارة الفم ومشاكل الكبد
وتتسبب أمراض الكبد في حدوث مرارة في الفم، حيث تنتج عن عدة أمراض مثل التهاب الكبد الفيروسي، تشمّع الكبد، أو الكبد الدهني.
الكبد مسؤول عن تصفية السموم من الدم، وعند تضرر الكبد، تتراكم السموم في الجسم، ما يؤثر على الفم ويغير مذاق اللعاب إلى طعم مر أو غير مستساغ.
مرارة الفم وأمراض المرارة
تتشكل حصوات صغيرة داخل المرارة تعيق تدفق العصارة الصفراوية، أو تسبب التهابات، وتكون العصارة الصفراوية مسؤولة عن هضم الدهون، وعند اضطراب إفرازها أو ارتدادها يمكن أن تصل إلى المريء والفم، ما يسبب طعمًا مرًا.
مرارة الفم ومرض السكري
والسكري مرض مزمن ناتج عن خلل في تنظيم سكر الدم بسبب نقص الإنسولين أو مقاومة الجسم له، ومرضى السكري غالبًا ما يعانون من جفاف الفم والتهابات فموية تؤثر على حاسة التذوق، وتسبب طعمًا مرًا أو معدنيًا.
مرارة الفم الفشل الكلوي
يتسبب الفشل الكلوي في تدهور تدريجي في وظائف الكلى، ما يؤدي إلى تراكم الفضلات والسموم في الدم، وتتراكم مادة "اليوريا" في الدم قد يؤدي إلى تحولها إلى "الأمونيا" في الفم، ما يسبب طعمًا مرًا أو يشبه المعدن، وأحيانًا رائحة نفس كريهة.
مرارة الفم بسبب الجفاف
نقص إنتاج اللعاب من الغدد اللعابية، بسبب الأدوية، التوتر، أو بعض الأمراض المزمنة، قد يتسبب في مرارة الفم، فاللعاب يساعد في تنظيف الفم وتوازن الطعم، وعند نقصه، تتراكم المواد الكيميائية وتظهر مرارة أو طعم غير طبيعي في الفم.
مرارة الفم والعدوى
الالتهابات البكتيرية التي تصيب اللثة أو الأسنان تؤدي إلى تكوّن صديد أو تآكل الأنسجة الداعمة للأسنان، والبكتيريا تفرز مواد كريهة المذاق، بالإضافة إلى أن الصديد المرتبط بالخراج له طعم مر وكريه قد يشعر به المريض عند انفجاره أو تفاقمه.
مرارة الفم والعدوى الفيروسية (مثل فيروس كورونا)
كورونا هو فيروس يصيب الجهاز التنفسي وله أعراض متعددة، منها التأثير على حاستي الشم والتذوق، ويؤثر على مستقبلات التذوق، وقد يؤدي إلى طعم غريب أو مر في الفم، حتى بعد الشفاء من العدوى.
مرارة الفم والتغيرات الهرمونية
قد تؤثر التقلبات في مستوى الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون على وظائف الجسم، فالحوامل أو النساء في سن اليأس قد يشعرن بتغيرات في التذوق، منها الطعم المر بسبب التغير الهرموني أو زيادة حساسية المعدة.
الآثار الجانبية للأدوية
بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية، أدوية القلب، مضادات الاكتئاب، ومدرات البول قد تؤثر على الفم، هذه الأدوية قد تسبب جفاف الفم أو تغيرات في كيمياء اللعاب، ما يؤدي إلى طعم مر دائم أو مؤقت.