الورم الليفي بالرحم هو نمو غير سرطاني (حميد) يحدث في عضلة الرحم، وغالبًا ما يظهر عند النساء في سن الإنجاب، يشبه كتلة من الأنسجة العضلية، وقد يكون صغيرًا أو كبيرًا، ويظهر واحد أو عدة أورام في وقت واحد، وقد يؤدي إلى نزيف غزير، أو آلام في الحوض، أو مشاكل في الحمل.

ما هو الورم الليفي في الرحم وأنواعه

يتكون الورم الليفي من مزيج من الألياف العضلية والأنسجة الليفية، ويمكن أن يظهر كورم واحد أو عدة أورام داخل الرحم، تختلف الأورام الليفية في الحجم من عقيدات صغيرة جدًا لا تُرى بالعين المجردة، إلى كتل كبيرة قد تُسبب انتفاخًا في البطن أو تشوهًا في شكل الرحم.

وتتمثل أنواع الورم الليفي في التالي:

النوع موقعه داخل الرحم

الورم الليفي داخل الجدار ينمو داخل جدار الرحم نفسه، وقد يؤدي إلى زيادة في حجم الرحم.

الورم الليفي تحت المخاطية

ينمو باتجاه تجويف الرحم، وهو النوع الأكثر تأثيرًا على الدورة الشهرية والخصوبة.

الورم الليفي تحت المصليّة

ينمو باتجاه السطح الخارجي للرحم، وقد يضغط على المثانة أو الأمعاء.

الورم الليفي المتدلي

ينمو على شكل كتلة مربوطة بجدار الرحم عبر عنق أو "ساق"، ويمكن أن يكون داخل التجويف الرحمي أو خارجه.

أسباب الورم الليفي في الرحم

تتعدد أسباب حدوث الورم الليفي في الرحم، إذ يمكن أن يحدث بسبب التغيرات الهرمونية، وحدوث خلل في هرموني الإستروجين والبروجستيرون، المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية، يحفزان نمو بطانة الرحم، كما يعززان نمو الأورام الليفية، إلى جانب العوامل الوراثية فهناك علاقة واضحة بين الوراثة والإصابة بالورم الليفي، إذا كانت الأم أو الأخت مصابة بالورم الليفي، فإن فرصة إصابة المرأة تكون أعلى من المتوسط.

إلى جانب العوامل البيئية ونمط الحياة التي قد تتمثل في الوزن الزائد والسمنة وهو ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الإستروجين، ما قد يزيد من خطر الإصابة، والنظام الغذائي غير الصحي الذي يتمثل في قلة تناول الخضروات والفواكه، والإكثار من اللحوم الحمراء والدهون قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة، إضافة إلى قلة ممارسة الرياضة قد تساهم في الخلل الهرموني، كذلك بداية البلوغ في سن مبكرة قد يكون سببا في حدوث الأورام الليفية، فالنساء اللاتي بدأت دورتهن الشهرية في عمر مبكر (قبل سن 10–11) قد يكنّ أكثر عرضة للإصابة لاحقًا بالورم الليفي، بسبب تعرضهن لهرمون الإستروجين لفترة أطول.

أعراض الورم الليفي في الرحم

ليست كل النساء المصابات بالأورام الليفية يشعرن بأعراض؛ في الواقع، حوالي 50% من الحالات تكون بدون أعراض وتُكتشف بالصدفة أثناء الفحص الطبي، ومن بين الأعراض:

تتمثل عند بعض الحالات في اضطرابات الدورة الشهرية، وحدوث نزيف حيضي غزير (قد يستمر أكثر من المعتاد)، أو نزيف بين الدورات الشهرية، ودورة شهرية طويلة المدة (أكثر من 7 أيام)، وظهور كتل دموية أثناء الحيض، إلى جانب حدوث آلام وتقلصات ألم في أسفل البطن أو الحوض، أو ثقل أو ضغط في منطقة الحوض، تقلصات شديدة أثناء الدورة الشهرية.

قد تظهر الأعراض أيضا في أعراض المثانة أو الأمعاء، وتتمثل في كثرة التبول بسبب ضغط الورم على المثانة، وصعوبة في إفراغ المثانة بالكامل، والإمساك في حال ضغط الورم على المستقيم، وفي بعض الحالات، الشعور بالانتفاخ أو الامتلاء، وقد تؤدي الأورام الليفية داخل الرحم إلى تأثيرات على الخصوبة والحمل مثل تأخر الحمل أو صعوبة في الإنجاب، والإجهاض المتكرر، ومضاعفات أثناء الحمل مثل الولادة المبكرة أو تغير وضع الجنين.

علاج الورم الليفي في الرحم

يختلف علاج الورم الليفي حسب حالة كل سيدة وحجم الورم وشدة الأعراض وغيرها من الأمور، فيمكن المتابعة دون تدخل إذا كان الورم صغيرًا ولا يسبب أعراضًا، فغالبًا ما يُكتفى بالمتابعة الدورية فقط، خاصة إذا كانت المرأة قريبة من سن اليأس، حيث غالبًا ما تنكمش الأورام الليفية طبيعيًا.

في ذات السياق يمكن العلاج الدوائي من خلال حبوب تنظيم الدورة (مثل حبوب منع الحمل) لتخفيف غزارة الدورة وآلامها، ومضادات الالتهاب (مثل الإيبوبروفين) لتقليل الألم، الهرمونات (مثل ناهضات GnRH): تُقلّص حجم الورم مؤقتًا، وقد تُستخدم قبل الجراحة، وأدوية لتقليل النزيف الرحمي مثل الترانكساميك أسيد.

كذلك يمكن العلاج غير الجراحي من خلال استخدام قسطرة شرايين الرحم أو الاستئصال بالموجات فوق الصوتية المركزة، كما يمكن التدخل الجراحي من خلال استئصال الورم الليفي فقط، او استئصال الرحم حسب الحالة.