التوحد عبارة عن حالة تؤثر على طريقة الشخص في التواصل مع الآخرين والتصرف أو التفاعل مع العالم من حوله.

وقد يُولد بعض الأطفال بالتوحد، أو تبدأ أعراضه بالظهور في السنوات الأولى من العمر.

الأشخاص المصابون بالتوحد قد يفضلون اللعب وحدهم، ويواجهون صعوبة في التحدث أو فهم مشاعر الآخرين.

والتوحد ليس مرضًا، بل طريقة مختلفة في التفكير والتصرف، ومع الدعم المناسب يمكن للمصابين بالتوحد أن يتعلّموا ويعيشوا حياة سعيدة ونمط حية صحي.

ماذا تعرف عن التوحد؟ وكيف يتم تشخيصه؟

أسباب التوحد

التوحد ناتج عن تداخل معقد بين العوامل الجينية (الوراثية) والبيئية، لا يوجد سبب واحد محدد لحدوث التوحد، بل هو نتيجة تفاعل عدة عوامل، منها عوامل وراثية، أو التعرض لبعض المواد السامة أثناء الحمل، أو المضاعفات أثناء الولادة، أو اختلالات عصبية فقد وُجدت اختلافات في بنية ووظيفة الدماغ لدى المصابين بالتوحد.

والتوحد لا ينجم عن التربية الخاطئة أو اللقاحات، وهي مفاهيم خاطئة تم نفيها علميًا.

من العوامل البيئية التي تؤدي إلى التوحد وتحدث أثناء الحمل مثل تعرض الأم لبعض الفيروسات أو العدوى أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانية، أو تناول بعض الأدوية أثناء الحمل (مثل حمض الفالبرويك لعلاج الصرع)، سوء التغذية أو نقص حمض الفوليك في الحمل، وعمر الأبوين المتقدم (خصوصًا الأب) عند الإنجاب.

وقد تحدث أثناء الولادة أو بعدها مباشرة، عند حدوث نقص الأكسجين أثناء الولادة، أو الولادة المبكرة جدًا أو انخفاض شديد في الوزن عند الولادة، أو إصابة مبكرة في الدماغ أو مضاعفات عصبية.

فروق بين التوحد وطيف التوحد

هناك عدة فروق ما بين التوحد وطيف التوحد كما سنوضح بالجدول التالي:

التوحدطيف التوحد
هو أحد أنواع اضطرابات النمو العصبي، كان يُستخدم سابقًا للإشارة إلى الحالات الشديدةيُشير إلى مجموعة واسعة من الأعراض والدرجات المختلفة من التوحد.
يُستخدم لوصف حالة معينة من الطيف (غالبًا الشديدة أو "الكلاسيكية")مصطلح طبي حديث يشمل جميع حالات التوحد باختلاف شدتها وأعراضها.

أعراض التوحد وكيفية تشخيصه

تظهر أعراض التوحد قبل عمر الثلاث سنوات، ومن أهمها صعوبات في التواصل، تأخر في النطق أو عدم الكلام إطلاقًا، وصعوبة في استخدام الإيماءات أو تعابير الوجه، إلى جانب حدوث صعوبات في التفاعل الاجتماعي، وعدم الاهتمام بالآخرين أو تكوين صداقات، وتجنب التواصل البصري، وتكرار حركات معينة (مثل التلويح باليدين أو التأرجح)، والتمسك بروتين محدد وصعوبة التكيف مع التغيير.

يتم تشخيص التوحد من خلال فريق متخصص (طبيب أعصاب، طبيب نفسي، أخصائي نطق، وأخصائي تحليل سلوك) بناءً على مراقبة السلوك والتفاعل، وتقييم النطق واللغة، واستبيانات ومقاييس تشخيصية مثل ADOS وADI-R.

أنواع طيف التوحد

تم تصنيف التوحد سابقًا إلى أنواع متعددة وتم دمج هذه الأنواع تحت مسمى واحد هو "اضطراب طيف التوحد"، مع تحديد شدة الحالة ومستوى الدعم المطلوب، وتشمل أنواع طيف التوحد:

النوعأعراضه
التوحد الكلاسيكييتميز بأعراض واضحة منذ الطفولة، تشمل مشاكل كبيرة في التواصل والسلوك.
متلازمة أسبرجريُظهر المصابون بها ذكاءً طبيعيًا أو عاليًا، دون تأخر في اللغة، لكنهم يعانون من صعوبات في المهارات الاجتماعية.
اضطراب النمو الشامل غير المحدديُطلق على الحالات التي لا تطابق تمامًا المعايير الخاصة بالتوحد أو أسبرجر.
اضطراب الطفولة التحلليحالة نادرة يتطور فيها الطفل بشكل طبيعي ثم يفقد فجأة المهارات المكتسبة بعد عمر سنتين.

علاج التوحد

لا يوجد علاج نهائي للتوحد، لكنه يتطلب خطة علاجية متكاملة تبدأ بالعلاج السلوكي، حيث يُركز على تعديل السلوك من خلال التعزيز الإيجابي، ويُستخدم لتعليم المهارات الأكاديمية، اليومية، والاجتماعية، وعلاج النطق والتواصل من خلال المساعدة على تطوير مهارات اللغة والكلام، تعليم الطفل كيف يطلب الأشياء أو يعبر عن نفسه، وبعض الأطفال يستخدمون صور أو أجهزة ناطقة للتواصل.

إلى جانب العلاج الوظيفي الذي يُركز على تحسين المهارات الحركية الدقيقة (مثل الكتابة، اللبس، الأكل)، ويُعزز قدرة الطفل على أداء المهام اليومية باستقلالية، إضافة إلى العلاج الاجتماعي الذي يُعلّم الطفل كيف يتفاعل مع الآخرين، ويُمارس مهارات مثل تبادل الأدوار، الحوار، وفهم تعابير الوجه.

كذلك العلاج الدوائي لا يُعالج التوحد نفسه، لكن يُستخدم للأعراض المصاحبة مثل: فرط الحركة، القلق، التهيّج أو نوبات الغضب، إلى جانب العلاج الحسي ويُستخدم للأطفال الذين يعانون من حساسية مفرطة أو ضعيفة للمؤثرات الحسية (الضوء، الأصوات، اللمس)، حيث يُساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتنظيم الاستجابة للمثيرات.