تحتل قصة سيدنا يحيى- عليه السلام- مكانة خاصة في الإسلام حيث نستلهم منها الصبر والإيمان، فالأنبياء هم قدوتنا في الثبات والصبر والعزيمة، ولكل نبي رسالة سامية سعوا جاهدين لتحقيقها.

ومن القصص المليئة بالدروس والعبر هي قصة النبي يحيى الذي قطع رأسه وهو ساجد.

النبي الذي قطع رأسه وهو ساجد

اشتهر يحيى- عليه السلام- بالحق والصلاح وزهده في الدنيا، إذ كان مثالًا للنقاء والطهارة ولم يتردد لحظة في قول الحق حتى لو كلفه حياته.

كما أنه عاش حياة بسيطة زاهدة بعيدًا عن مظاهر الترف، وقد أرسله الله- سبحانه وتعالى- إلى قومه ليدعوهم إلى التوحيد وعبادة الله- سبحانه وتعالى- محذرًا إياهم من الانحراف عن طريق الله، كما أنه بشّر بمجيء عيسى- عليه السلام- وكان داعمًا لرسالته.

مولد يحيى معجزة إلهية

يعتبر مولد سيدنا يحيى- عليه السلام- من القصص الرائعة التي يتعجب منها الكثيرون ويستلهمون منها الصبر وحسن الظن بالله، حيث تثبت قدرة الله- عز وجل- وأن كل شيء بيد الله فما علينا غير الدعاء وحسن الظن به.

ولد يحيى- عليه السلام- في ظروف استثنائية، حيث كان أبوه زكريا شيخًا كبيرًا وامرأته عاقر، لذا فإن ولادته معجزة إلهية أثبتت قدرة الله سبحانه وتعالى.

سبب مقتل يحيى عليه السلام

نشأ يحيى- عليه السلام- في بيئة مليئة بالظلم والفساد والانحراف عن تعاليم الله، لكنه مع ذلك تمسك بالحق والدين والدعوة إلى عبادة الله والصلاح.

كما أنه كان يدعو قومه دائمًا بالتوبة والرجوع إلى الله، لذا فإن السبب وراء قتله كان موقفه السامي والشجاع ضد الفساد، حينما أراد الملك هيرودس أن يتزوج من سيدة محرمة عليه شرعًا قيل إنها ابنة أخيه وقيل إنها زوجة أخيه.

وأعرب يحيى عن رفضه لتلك الزيجة، إذ إنه مخالف لدين الله، ما أثار غضب الملك والمرأة التي أرادت الانتقام منه، وبالفعل أمر الملك بقتل النبي، وأثناء سجوده وهو يصلي قطع رأسه ما يدل على الظلم الذي تعرّض له يحيى عليه السلام.