الفشل الكلوي هو حالة صحية تحدث عندما تفقد الكلى قدرتها على أداء وظائفها الحيوية بشكل جزئي أو كلي، وعندما تتدهور وظيفة الكلى بشكل كبير، فإن الفضلات والسوائل تتراكم في الجسم، ما يؤدي إلى أعراض ومضاعفات خطيرة تؤثر على أعضاء وأنظمة متعددة.

وظائف الكلى الرئيسية

تتمثل وظائف الكلى في تصفية الدم من الفضلات والسموم، وتنظيم توازن الماء والأملاح في الجسم (مثل الصوديوم والبوتاسيوم)، وضبط مستوى الحموضة (الأس الهيدروجيني)، تنظيم ضغط الدم من خلال إفراز هرمونات مثل الرينين، وتنشيط فيتامين (د) للمساعدة في امتصاص الكالسيوم.

أنواع الفشل الكلوي

هناك نوعان من الفشل الكلوي، كما هو موضح بالجدول التالي:

وجه المقارنة الفشل الكلوي الحاد الفشل الكلوي المزمن

التعريف فقدان مفاجئ لوظيفة الكلى خلال فترة زمنية قصيرة (ساعات إلى أيام). تدهور تدريجي ودائم في وظائف الكلى يمتد لأكثر من 3 أشهر.

الأسباب الجفاف الشديد، النزيف، الصدمة، العدوى الشديدة، الأدوية السامة للكلى، انسداد حاد في مجرى البول.

السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى المزمنة الوراثية أو المناعية.

السمات غالبًا ما يكون قابلاً للعلاج إذا تم اكتشاف السبب وعلاجه مبكرًا غير قابل للعلاج التام، لكنه قد يُبطأ تطوره عبر التدخل المبكر والعلاج المناسب

أسباب الفشل الكلوي

يُعد مرض السكري السبب الأول للفشل الكلوي المزمن في العالم، ارتفاع مستوى السكر في الدم على المدى الطويل يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى، ما يقلل من قدرتها على التصفية، كما أن الضغط المرتفع يضع عبئًا إضافيًا على الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى، مما يؤدي إلى تآكل تدريجي لوظيفتها، ومع مرور الوقت، قد يسبب ضررًا دون علاج.

في ذات السياق قد تؤدي أمراض الكلى المزمنة إلى الفشل الكلوي مثل التهاب الكلى، أو تكيس الكلى الوراثي، أو التهابات الكلى المتكررة، وهذه الحالات قد تتطور إلى فشل كلوي إذا لم تُعالج.

إلى جانب استخدام بعض الأدوية والمسكنات بإفراط قد يضر الكلى، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، كما أن بعض المضادات الحيوية أو أدوية علاج السرطان قد تكون سامة للكلى إذا لم تُراقب جرعاتها بدقة.

أعراض الفشل الكلوي

يُعرف الفشل الكلوي التام (End-Stage Renal Disease - ESRD) عندما يصل معدل الترشيح الكبيبي إلى أقل من 15 مل/دقيقة/1.73م²، وتكون الكلى غير قادرة على الحفاظ على التوازن الحيوي للجسم، ما يستدعي: غسيل دموي أو بريتوني، أو أو زراعة كلية.

وتظهر الأعراض في تورم في الأطراف والوجه نتيجة احتباس السوائل، وتعب شديد وضعف عام، وضيق في التنفس، وغثيان وقيء، فقدان الشهية، تغير في كمية أو لون البول، وحكة جلدية مزعجة، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات في نظم القلب بسبب اضطراب توازن الأملاح.

علاج الفشل الكلوي

في حالة الفشل الكلوي الحاد يستهدف العلاج استعادة وظيفة الكلى بأسرع وقت ممكن، ومعالجة السبب المؤدي للفشل، ويكون علاجا للسبب الأساسي فإذا كان بسبب الجفاف يتم تعويض السوائل، أو إذا كان بسبب العدوى تُعطى مضادات حيوية مناسبة، وإذا كان ناتجًا عن دواء سام للكلى يتم إيقافه فورًا، وإذا وُجد انسداد في المسالك البولية: يُزال عن طريق القسطرة أو الجراحة.

إلى جانب دعم الجسم طبيًا من خلال إعطاء مدرات بول (في بعض الحالات)، وتعديل النظام الغذائي (تقليل البروتين والصوديوم والبوتاسيوم مؤقتًا)، وتجنب الأدوية التي تجهد الكلى، وقد يلزم الأمر غسيل الكلى المؤقت.

أما علاج الفشل الكلوي المزمن فيهدف إلى إبطاء تطور المرض، منع المضاعفات، وتحسين جودة الحياة، ويكون العلاج حسب المرحلة، فعلى سبيل المثال المرحلة الأولى التحكم في السبب الأساسي من خلال ضبط ضغط الدم (باستخدام مثبطات ACE أو ARBs)، السيطرة على السكر في الدم.

أما المرحلة المتقدمة عندما تقل وظيفة الكلى بشكل كبير، تُصبح الحاجة للتدخل أكثر، وتتطلب غسيل دموي، أو غسيل بريتوني، وقد يتطلب الأمر زراعة الكلى إذا تدهورت الحالة.

ومن العلاجات المساندة أدوية لتنظيم ضغط الدم، ومكملات فيتامين د والكالسيوم لمنع هشاشة العظام، أدوية للسيطرة على فقر الدم (مثل الإريثروبويتين)، ومتابعة مستويات البوتاسيوم والفوسفور بدقة، والدعم النفسي والاجتماعي للمريض والأسرة.