سرطان الرئة هو مرض يحدث عندما تبدأ خلايا الرئة في النمو بشكل غير طبيعي وخارج عن السيطرة، مما يؤدي إلى تكوُّن أورام يمكن أن تُدمّر أنسجة الرئة وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وغالبًا ما يكون السبب الرئيسي له هو التدخين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنه قد يصيب غير المدخنين أيضًا نتيجة عوامل بيئية أو وراثية.
كيف يحدث سرطان الرئة
سرطان الرئة هو أحد أنواع الأورام الخبيثة التي تنشأ في أنسجة الرئة، وتحديدًا في الخلايا المبطنة للممرات الهوائية (القصبات والشعيبات الهوائية)، ويتسبب هذا النوع من السرطان بنمو غير طبيعي وغير منضبط لخلايا الرئة، بحيث تفقد هذه الخلايا قدرتها على الانقسام المنظم وتموت في الوقت المحدد، مما يؤدي إلى تكوّن كتلة أو ورم سرطاني قد يُدمّر الأنسجة السليمة المجاورة ويُرسل خلايا سرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي (وهي عملية تُعرف بالانتشار أو النقائل).
الفرق بين أعراض الالتهاب الرئوي وسرطان الرئة
تتشابه الأعراض بين الالتهاب الرئوي وسرطان الرئة، كما هو موضح بالجدول التالي:
الأعراض | سرطان الرئة | الالتهاب الرئوي
|
السعال | سعال مزمن يزداد سوءًا بمرور الوقت، قد يكون جافًا أو مصحوبًا بدم | سعال مفاجئ، غالبًا مصحوب ببلغم أصفر أو أخضر |
الحمى | نادرة أو خفيفة (إذا وُجدت)، خاصة في المراحل المبكرة | شائعة، وقد تكون مرتفعة مع قشعريرة |
ضيق التنفس | يظهر تدريجيًا ويزداد سوءًا مع الوقت | يظهر بسرعة، وقد يكون شديدًا حسب شدة الالتهاب
|
ألم في الصدر | قد يكون ألمًا مستمرًا أو شعورًا بالضغط، خاصة عند التنفس أو السعال | ألم حاد يزداد مع التنفس العميق أو السعال |
الإرهاق وفقدان الوزن | شائع في مراحل متقدمة، وغالبًا غير مفسّر | تعب عام مؤقت، غالبًا يختفي بعد العلاج |
أسباب سرطان الرئة
يعد التدخين السبب الرئيسي وراء سرطان الرئة، فهو المسؤول عن حوالي 85–90% من حالات سرطان الرئة، ويحتوي دخان التبغ على أكثر من 70 مادة مسرطنة تضر بأنسجة الرئة بشكل مباشر، وحتى التدخين السلبي له دور في انتشار المرض من خلال استنشاق الدخان الناتج عن تدخين الآخرين، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى غير المدخنين، خاصة الأطفال والنساء.
كذلك التعرض لمواد كيميائية ضارة له دور في حدوث سرطان الرئة، مثل: الأسبستوس (الحرير الصخري)، الزرنيخ، الكروميوم، النيكل، القطران ومشتقات الفحم، إذ تزيد هذه المواد من خطر الإصابة، خصوصًا لدى العمال في المصانع والمناجم، كما ينتج سرطان الرئة عن التلوث الهوائي من خلال التعرض طويل الأمد لهواء ملوّث بعوادم السيارات والمصانع يمكن أن يرفع خطر الإصابة، خاصة في المدن الصناعية.
وللعوامل الوراثية أيضا دور في حدوث سرطان الرئة، خاصة مع وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرئة ويزيد من احتمالية الإصابة، أو بعض الطفرات الجينية قد تجعل الشخص أكثر عرضة لنمو خلايا سرطانية في الرئة.
أعراض سرطان الرئة
وتتمثل أعراض سرطان الرئة في عددا من المظاهر من بينها: سعال مزمن
يستمر لفترة طويلة، وقد يتغير طبيعته أو يزداد سوءًا بمرور الوقت، خروج دم مع السعال، ضيق في التنفس يظهر تدريجيًا، وقد يزداد عند بذل مجهود بسيط، ألم في الصدر قد يكون مستمرًا أو يزداد عند التنفس العميق أو السعال.
إلى جانب حدوث بحة في الصوت، تحدث إذا أثّر الورم على الأعصاب المغذية للأحبال الصوتية، أو فقدان الوزن غير المبرر، شعور دائم بالإرهاق حتى دون مجهود، حدوث التهابات رئوية متكررة، مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، خاصة إذا تكررت في نفس الجزء من الرئة، أو ألم في العظام أو الصداع.
كيفية تشخيص سرطان الرئة
يبدأ تشخيص المرض من خلال التقييم السريري والفحص البدني وأخذ التاريخ الطبي الكامل للمريض، إلى جانب الفحوصات التصويرية مثل أشعة الصدر السينية، الأشعة المقطعية للصدر، تصوير بالرنين المغناطيسي.
وتحاليل الدم لا تكشف عن سرطان الرئة بشكل مباشر، لكنها تساعد في تقييم وظائف الكبد والكلى، واكتشاف علامات الانتشار، إلى جانب الخزعة وهي الخطوة الحاسمة لتأكيد التشخيص وتحديد نوع السرطان.
علاج سرطان الرئة
يختلف علاج المرض على حسب المرحلة التي وصل اليها مثل: التدخل الجراحي من خلال استئصال فص رئوي، أو استئصال جزئي أو استئصال رئة كاملة، أو العلاج الكيميائي وهي أدوية تُعطى عبر الوريد (أو أحيانًا فمويًا) لقتل الخلايا السرطانية.
كذلك العلاج الإشعاعي وهو أشعة عالية الطاقة تُوجه مباشرة نحو الورم لتدميره، أو العلاج الموجه وهي أدوية تستهدف طفرات جينية محددة في الخلايا السرطانية، دون التأثير الكبير على الخلايا السليمة، أو العلاج المناعي لتحفيز جهاز المناعة للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.