أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتعهد الله جل وعلا بحفظه، حيث قال: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، لذا حمل الصحابة مهمة حفظ القران بعد وفاة الرسول وأمانة تبليغه إلى الأمة، وهذا الأمر بدأ من حياة الرسول حيث اجتهد الصحابة في حفظ القرآن عن ظهر قلب، وبعد وفاته جمعوا القرآن في مصحف واحد.
من أول من جمع القرآن؟
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الصحابي الجليل عبد الله بن أبي قحافة عامر بن عثمان الملقب بأبي بكر الصديق هو أول من جمع القرآن وسماه مصحفًا، وهو أول من آمن بالرسول محمد، وأول خليفة للمسلمين، وأول من صلى مع النبي، وأول العشرة المبشرين بالجنة، كما أنه كان إمامًا لأول بعثة في الحج السنة التاسعة من الهجرة.
لماذا جمع أبو بكر الصديق القرآن في مصحف واحد؟
أما عن سبب جمع القرآن في مصحف واحد، فإن الصحابة في عهد أبي بكر الصديق كانوا خائفين من ضياع شيء من القرآن، وخاصة بعد وفاة الكثير من حفظة القرآن، لذا كان من الأفضل تجميع القرآن في مكان واحد حفاظًا عليه من الضياع وما قد يحدث فيه في المستقبل.
كيف جمع القرآن في مصحف واحد؟
وبالفعل بدأ الصحابة في جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، حيث أبلغ أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت بجمع القرآن، وكان المرجع الرئيسي لهم وقتها ما كان يكتب في حضرة النبي محمد، وما كان يحفظ في صدور الصحابة رضوان الله عليهم، فلم يدونوا شيئًا من القرآن إلا بعد التأكد من حفظه عن ظهر قلب وهذا لم يكن صعبًا عليهم حيث أن معظم الصحابة كانوا من حفظة القرآن الكريم.
ولو كان أحد من الصحابة كتب شيئًا من آيات القرآن الكريم، طلبوا منه إحضار شاهد بأنه كتب في حضرة النبي، فلم يكن المقصود حينها التشكيك بأن هذا من آيات الله، ولكن المقصود به التأكد من أن ما في الورق كتب أمام النبي محمد.
لجنة جمع القرآن في مصحف واحد
تشكلت لجنة جمع القرآن في مصحف واحد من عدد من كتاب الوحي والصحابة وعلى رأسهم زيد بن ثابت حيث كان من كتاب الوحي في زمن الرسول محمد، كما أنه شهد الآيات الأخيرة التي نزلت على النبي محمد.
ولقيت الصحف التي جمعها زيد عناية كبيرة من الصحابة حيث احتفظ بها أبو بكر الصديق طيلة حياته وبعد وفاته احتفظ بها عمر إلى حين استشهاده، واحتفظت بها ابنته حفصة رضي الله عنها وظلت عندها حتى طلبها عثمان بن عفان حينما أراد نسخ القرآن الكريم، وبعد أن انتهى من نسخ القرآن أعطاها مرة أخرى لحفصة، ولما جاء مروان بن الحكم ليطلبه منها أبت أن تعطيه القرآن وظل عندها إلى أن وافتها المنية ثم أحرقت بعد وفاتها.
يشار إلى أن القرآن الكريم لم يسمى مصحفًا إلا بعد أن انتهى زيد بن ثابت من جمعه، حتى سماه أبو بكر الصديق مصحفًا.