في إطار السياسة المتوازنة التي تتبناها مملكة البحرين تجاه دول العالم، والتي تحرص من خلالها على دعم أواصر التعاون المشترك مع كافة الشركاء والأشقاء، وذلك من أجل دعم وتنمية فرص التنمية المستدامة، وفتح مجالات التوافق بما يعزز التعايش السلمي وتبادل الخبرات بما يعود على الشعوب بالرخاء والازدهار، ورفع مستويات المعيشة، فمملكة البحرين تعمل من خلال هذا النهج الذي وضع لبناته الأولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والقائم على تعزيز التعاون مع كافة دول العالم، وتنويع مصادر الدخل القومي وخلق مناخ جاذب للاستثمار، وفي هذا الإطار جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت محطة هامة لفتح أفاق التعاون المشترك مع الولايات المتحدة، حيث أقيمت حفل استقبال نظمته غرفة التجارة الأمريكية لشركات كبرى من البحرين والولايات المتحدة التي وقعت اتفاقيات تعاون مشترك في عدد من المجالات الهامة، وهو خطوة هامة في طريق دعم القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار، وهذا التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين يدفع الشراكات القائمة، وتوسع من نطاقها وبخاصة في المجالات الحيوية.وأكد سموه أن التعاون والشركات الاستراتيجية بين البلدين تمثل ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الممتدة لأكثر من 130 عاماً، وهذا التعاون تعززه حزمة استثمارية بين القطاع الخاص في البلدين تبلغ قيمتها نحو 17 مليار دولار تشمل مجالات الطيران والتكنولوجيا والصناعة والاستثمار.ولعل أهم مجالات التعاون المشترك تكمن في الحلول التقنية لشبكة المعلومات والاتصالات الحكومية المقدمة من شركة « سيسكو» الأمريكية، وكذلك الاتفاق على إنشاء كابل ألياف ضوئية بحري يصل طوله إلى نحو 800 كم شمال الخليج العربي، ويربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت والعراق مع الشبكة العالمية، وهو أمر يصب في مصلحة البنية التحتية المعلوماتية وتحديثها، والاستفادة من خدمات الشبكة الدولية بسرعات عالية بما يخدم مجال الاستثمار والتحول الرقمي.
د. لطيفة أحمد المرشد
Opinion
آفاق التعاون الاستراتيجي البحريني الأمريكي
16 يوليو 2025