في وقتٍ قصير، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) لاعبًا رئيسيًا في تشكيل سوق العمل العالمي، خاصة داخل القطاعات المالية والتقنية، فتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتعلم الآلة، بدأت تفتح آفاقًا جديدة للطريقة التي يُنجز بها العمل، وتُدار بها المهام اليومية.
ولعل أكبر تغيير يمكن ملاحظته هو تسريع العمليات وتحسين الكفاءة في القطاع المالي، فلم يعد المحلل مضطرًا لقضاء أيام في فحص البيانات؛ حيث إن أدوات AI تقوم بذلك في دقائق، وتقدم ملخصات دقيقة تسهل اتخاذ القرار.
أما في المجال التقني، فبات من الشائع أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لكتابة الأكواد، أو حتى لإيجاد حلول للمشكلات البرمجية بسرعة مذهلة، لكن تأثير الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على مساعدة الموظفين، بل يمتد إلى إعادة هيكلة الوظائف نفسها.
بعض المهام الروتينية أصبحت مؤتمتة بالكامل، مما يسمح للموظفين بالتركيز على جوانب إبداعية أو استراتيجية كانت تُهمل سابقًا.
في المقابل، هناك وظائف بدأت تندثر، وأخرى ظهرت حديثًا، مثل "مهندس موجهات الذكاء الاصطناعي" و"متخصص أخلاقيات التكنولوجيا"، وهي وظائف لم تكن موجودة قبل بضع سنوات فقط.
هذا التحول السريع ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد. فالدول التي تستثمر في تطوير الذكاء الاصطناعي وتدريب كوادرها تلاحظ تحسنًا في الإنتاجية ونموًا في الشركات الناشئة.
كذلك، يسهم الذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف التشغيلية، وزيادة القدرة على الابتكار، مما يعزز جاذبية الأسواق أمام المستثمرين.
ومع أن هذا المشهد قد يبدو واعدًا، إلا أن التوازن مطلوب. فالتقنيات لا تعمل وحدها، بل تحتاج إلى عقول بشرية تُوجهها وتُقيّم نتائجها.
لذا، فإن المرحلة المقبلة تتطلب استعدادًا من المؤسسات والأفراد على حدٍ سواء، عبر تطوير المهارات والقدرة على مواكبة هذا التغيير الديناميكي، فالذكاء الاصطناعي لا يلغي دور الإنسان، بل يعيد تشكيله بأسلوب أكثر ذكاءً وتكيفًا مع العصر.
ولم يعد مجرد تقنية مساعدة، بل أصبح ركيزة أساسية في استراتيجيات الشركات الكبرى، ومن أبرز المؤسسات والشركات العالمية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل جوهري في عملياتها وتطوير منتجاتها:
شركات التكنولوجيا العالمية العملاقة
Microsoft : تستثمر مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي، خاصة عبر شراكتها مع OpenAI، وتقدم أدوات مثل Copilot وAzure AI.
- Google (Alphabet Inc): تعتمد على AI في محرك البحث، الترجمة، القيادة الذاتية (Waymo)، وتحليلات البيانات عبر DeepMind.
- Amazon: تستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة المخزون، التوصيات، وخدمات AWS مثل SageMaker وRekognition.
- Apple: تدمج AI في منتجاتها مثل Siri والتعرف على الوجه وتحسين الصور.
- Meta (Facebook سابقًا): تعتمد على الذكاء الاصطناعي في إدارة المحتوى، التوصيات، والواقع المعزز عبر مشاريع مثل LLaMA وReality Labs.
شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي
- OpenAI: المطور الرسمي لـ ChatGPT وDALL·E، وتُعد من أبرز الجهات البحثية في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
- Anthropic: مطورة نموذج Claude، وتُركز على تطوير ذكاء اصطناعي آمن وأخلاقي.
- NVIDIA: رائدة في تطوير وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التي تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وتقدم منصات مثل DGX Cloud.
- IBM: تقدم منصة Watson AI، وتُستخدم في الرعاية الصحية، التمويل، وتحليل البيانات.
- Palantir Technologies: تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الأمن والدفاع وتحليل البيانات الحكومية.
شركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي
- Tesla: تستخدم AI في تطوير القيادة الذاتية والروبوتات مثل Optimus.
- Baidu: من رواد الذكاء الاصطناعي في الصين، خاصة في مشاريع القيادة الذاتية.
- Tencent: توظف الذكاء الاصطناعي في الألعاب، الرعاية الصحية، والتعرف على الصوت والصورة.
- C3.ai: تقدم حلول ذكاء اصطناعي للشركات الكبرى في الطاقة والدفاع.
- DocuSign: تستخدم AI لتبسيط إدارة العقود وتحليل البنود القانونية.