الصداع هو إشارة من الجسم تدل على وجود خلل أو ضغط يحتاج إلى الانتباه والعلاج، وهو ألم أو انزعاج يشعر به الشخص في الرأس أو الرقبة، وقد يكون خفيفًا يزول بسرعة أو شديدًا يؤثر على القدرة على التركيز.

يحدث الصداع نتيجة تغيرات في الأعصاب أو الأوعية الدموية أو عضلات الرأس، وقد يكون بسبب التوتر، قلة النوم، الجوع، أو أحيانًا بسبب مرض معين.

كيفية تشخيص الصداع المستمر

يتم تشخيص الصداع من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري، واختبارات الدم (للتحقق من فقر الدم، الالتهابات، مشاكل الغدة الدرقية)، أو تصوير الدماغ إذا كان هناك أعراض عصبية، كذلك فحص العيون، وقياس ضغط الدم.

ويجب الرجوع إلى الطبيب في حالة إذا كان الصداع يحدث بشكل يومي أو شبه يومي، أو إذا استمر لأكثر من 3 أشهر، أو إذا ترافق مع الصداع تغيرات في الرؤية، فقدان الوعي، قيء شديد، ضعف في الذراع أو الساق، أو تغير في السلوك.

أسباب الصداع المستمر

تتعدد أسباب حدوث الصداع المستمر، وقد تكون سببا في أمراض أخرى كما سنوضح:

الصداع النصفي المزمن

الصداع النصفي المزمن هو نوع من الصداع الذي يحدث بشكل متكرر ومستمر، ويُشخص عندما

يستمر الصداع 15 يومًا أو أكثر في الشهر، ويحدث هذا النوع من الصداع نتيجة تطور الصداع النصفي العادي إلى شكل مزمن، ويكون سببه الإفراط في استخدام المسكنات (يسمى صداع الإفراط الدوائي).

أو بسبب القلق أو الاكتئاب المزمن، وقلة النوم أو اضطرابات النوم، والضغط النفسي والتوتر المستمر، وتغيرات هرمونية (خاصة عند النساء)، ومشاكل غذائية (مثل الكافيين الزائد، أو تخطي الوجبات)، والعوامل الوراثية.

الصداع التوتري المزمن

نوع شائع من الصداع يحدث بسبب شد أو توتر عضلات الرأس والرقبة، ويحدث نتيجة تغيرات في المواد الكيميائية الدماغية (مثل السيروتونين)، إلى جانب الضغط النفسي أو القلق المزمن، والإجهاد البدني أو العقلي، قلة النوم أو النوم غير المنتظم، والعمل لفترات طويلة أمام الشاشات أو الجلوس بوضعية غير صحيحة، تخطي الوجبات أو الجفاف، صريف الأسنان (الضغط عليها ليلًا).

الصداع الناتج عن الإفراط في استخدام الأدوية

هو نوع من الصداع ينتج عن استخدام المسكنات أو أدوية الصداع بشكل مفرط ومنتظم، فبعد تناولها بشكل متكرر يتعود الجسم عليها، وعند زوال مفعول الدواء، يعود الصداع مجددًا ليس بسبب المرض الأصلي، بل بسبب سحب تأثير الدواء.

ومن أنواع هذه الأدوية: المسكنات البسيطة، مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أدوية الصداع النصفي، المسكنات المحتوية على الكافيين أو الكودايين.

ارتفاع ضغط الدم والصداع

يحدث الصداع الناتج عن الضغط المرتفع في حالة ارتفاع ضغط الدم الشديد جدًا، تحديدا أعلى من 180/120 ملم زئبقي، وهي حالة تستدعي تدخلًا فوريًا، وقد يصاحبه صداع شديد ومستمر، وطنين في الأذنين، عدم وضوح في الرؤية، دوخة أو ضيق في التنفس، ألم في الصدر أو خدر في الوجه أو اليدين.

كذلك حدوث ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط على المدى الطويل، فقد يؤدي إلى تغيرات في الأوعية الدموية في الدماغ، ويسبب صداعًا في مؤخرة الرأس، خاصة عند الاستيقاظ صباحًا.

مشكلات الجهاز العصبي والصداع

قد يكون الصداع عرضًا لمشكلة عصبية خطيرة، مثل أورام الدماغ، نزيف داخل الجمجمة، التهاب السحايا، ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، تمدد الأوعية الدموية (أم الدم)، تجلط في الأوردة الدماغية، إصابات الرأس الشديدة.

وهناك أعراض أخرى خاصة بالصداع يجب فيها استشارة الطبيب على الفور من بينها: صداع جديد أو غير معتاد، خاصة بعد سن الـ40، صداع يزداد بشكل مستمر وسريع، وتغير في نمط الصداع المعتاد، وصداع صباحي شديد عند الاستيقاظ.

اضطرابات النوم والصداع

النوم الجيد هو مفتاح صحة الدماغ، وعندما يُختل توازن النوم، قد يظهر الصداع كأحد أوائل الأعراض، فعند اضطراب النوم، يحصل خلل في المواد مثل السيروتونين والدوبامين، ما يزيد من حساسية الدماغ للألم.

ويتسبب الصداع أيضا في حدوث الأرق، إذ يؤدي إلى إرهاق دماغي وصداع صباحي مزمن، وحدوث انقطاع النفس أثناء النوم، إذ يؤدي إلى نقص الأكسجين، ما يسبب صداعًا عند الاستيقاظ، إلى جانب متلازمة حركة الأطراف الدورية، وحدوث حركات لاإرادية في الساقين أثناء النوم، تسبب تقطع النوم، ومن ثم الصداع.