على خلفية اندلاع اشتباكات عنيفة في مدينة السويداء جنوب سوريا مساء الجمعة، أعربت الرئاسة السورية عن بالغ قلقها وأسفها الشديد إزاء ما وصفته بالأحداث الدامية، مؤكدة أن ما يجري هو نتيجة لتمدد مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، تستخدم السلاح لفرض الأمر الواقع وتعريض حياة المدنيين للخطر.

إدانة أخلاقية وقانونية للهجمات

وأكد البيان الصادر عن الرئاسة أن الهجوم على العوائل الآمنة وترويع الأطفال والتعدي على كرامات الناس في بيوتهم، أمر مرفوض ومدان على كافة المستويات الأخلاقية والقانونية والإنسانية. وشدد على أن احترام المدنيين وضمان أمنهم هو واجب وطني لا يمكن التهاون فيه.

الدولة ترفض منطق الانتقام وتؤكد وحدة البلاد

أشار البيان إلى أن الدولة السورية حريصة على السلم الأهلي، وترفض منطق الانتقام، مؤكدة أنها تقابل الفوضى بالقانون والعدالة لا بالثأر، وأنها تسعى لحماية وحدة البلاد والمجتمع بمختلف مكوناته، من الطائفة الدرزية إلى قبائل البدو، دون تمييز طائفي أو مناطقي.

إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات

ضمن الجهود الميدانية، أعلنت السلطات السورية عن إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات في السويداء، إلى جانب إجراءات أمنية وسياسية تهدف إلى استعادة الهدوء والاستقرار في المحافظة بأسرع وقت ممكن.

دعوة لضبط النفس وتكاتف وطني

دعت الرئاسة جميع أبناء الوطن من أهل الحكمة والمسؤولية إلى التكاتف وتجاوز هذه المحنة، ورفض دعوات التصعيد، والعمل المشترك لحماية النسيج الاجتماعي المتنوع الذي ميز سوريا على مر العصور.

تفاصيل الاشتباكات وتطورات ميدانية

اندلعت الاشتباكات مساء الجمعة عند المدخل الغربي لمدينة السويداء بين مقاتلين من العشائر وفصائل درزية، ووفقاً لوكالة فرانس برس، شارك نحو 200 مقاتل من العشائر مستخدمين الرشاشات والقذائف. وأكد وزير الطوارئ السوري رائد الصالح نزوح نحو 8000 شخص إلى محافظة درعا.

تصعيد سابق وتدخل أمني وعسكري

بدأ التوتر في 13 يوليو باشتباكات بين عشائر بدوية ومسلحين، ودخلت قوات الأمن السوري المدينة في 15 يوليو لمحاولة السيطرة على الوضع. ثم بدأت إسرائيل في قصف مواقع سورية عسكرية واستراتيجية في العاصمة دمشق، ما زاد التوتر. وفي 16 يوليو، أعلنت وزارة الدفاع السورية عن سحب القوات من السويداء عقب اتفاق لوقف إطلاق النار.