تُعدّ مملكة البحرين واحدةً من الدول التي تتمتع بتنوع ثقافي وديني، وقد حرص سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بين عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأيده، على أن يُعزّز مبدأ التسامح والاحترام بين الثقافات والأديان المختلفة في المجتمع، فرؤية جلالة الملك المعظم الثاقبة واهتمامه بتقدير جميع المواطنين، بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية، كان لها تأثيرات إيجابية على سمعة البحرين في المجتمع الدولي، فمنذ توليه الحكم، حرص جلالته على تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف، فجلالته أعطى جميع المواطنين فرصاً للمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية، هذا النهج جعل البحرين مثالاً يُحتذى به في المنطقة، وعزّز من موقف البحرين في المحافل الدولية، إيماناً بأن احترام حقوق جميع المواطنين هو أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك، وهذا واضح في تقليد البعض مناصب قيادية كسفراء وأعضاء في البرلمان مما ساهم في خلق بيئة يشعر فيها الجميع بالانتماء والاحترام، فجلالة الملك من خلال حكمته وبصيرته، أثبت أن القيادة ليست فقط اتخاذ القرارات، بل في القدرة على احتواء جميع فئات المجتمع.إن تقديم الفرص للجميع يعكس رؤية شاملة لبناء وطن يسوده السلام والأمان، حتى أصبحت المملكة تجربةً ناجحةً في التعامل مع التنوع وجَعْلِها تحظى باحترام كبير من مختلف الدول، لذا فإن البحرين واحدة من الدول التي استطاعت بناء علاقات طيبة مع العديد من الدول الكبرى، مما ساهم في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر، وهذا واضح مع العلاقات الطيبة التي تجمع البحرين والولايات المتحدة حيث تمتد جذورها إلى عقود من التعاون الوثيق في زمن تتزايد فيه التحديات الإقليمية والدولية، تبرز هذه الشراكة كعنصر أساسي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، وتعكس تنوّع التعاون بين البلدين في مجالات عديدة منها الأمنية، والثقافية، والاقتصادية، والعسكرية.المملكة عكفت على تكوين صداقات حقيقية مع مختلف الدول والشعوب من خلال سياستها الخارجية القائمة على الحوار، وعَكَسَ ذلك على سمعتها الدولية، فالعلاقات البحرينية الأمريكية ليست مجرّد علاقات دبلوماسية، بل هي شراكة استراتيجية تُسهم في تعزيز الأمن والتنمية في المنطقة، وبالتالي، فإن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله للولايات المتحدة الأمريكية وحفاوة استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسموه تُعدّ خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر إشراقاً يعزّز التعاون بين البلدين، هذه الزيارة أسفرت عن اتفاقيات استراتيجية عدّة تحقق المصالح المشتركة، منها في قطاع الطاقة والتحول الرقمي الحكومي، وفي مجال النمو الاقتصادي والابتكار والأمن، والعديد من الاتفاقيات التي تؤكد على أهمية التعاون الدولي في تحقيق الاستقرار والتنمية، فبفضل هذه الجهود السامية تتجه المملكة نحو مستقبل مشرق يعزّز من استقرارها ويعزّز من مكانتها كدولة رائدة في المنطقة.
fatema.aa@hotmail.com
Opinion
دور جلالة الملك المعظم في تعزيز مكانة البحرين العالمية
19 يوليو 2025