ساد الهدوء مدينة السويداء السورية، الأحد، بعد إعلان وزارة الداخلية وقف إطلاق النار، واستعادة المقاتلين الدروز السيطرة على المدينة. جاء ذلك بعد أسبوع من العنف أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح عشرات الآلاف، وسط تدخلات إقليمية ودولية لاحتواء الأزمة.
الداخلية السورية: استعادة الهدوء وتطبيق وقف إطلاق النار
قال وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، إن قوى الأمن الداخلي نجحت في تهدئة الأوضاع وانتشرت في شمال وغرب السويداء، وأكد المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، أنه تم إخلاء المدينة من مقاتلي العشائر.
رغم انتشار النقاط الأمنية، تواصل إطلاق النار في المدينة يوم السبت، فيما أفاد المرصد السوري بأن فصائل درزية طردت المقاتلين من المحافظة، بموازاة اتفاق إقليمي لمنع التصعيد، شاركت فيه الولايات المتحدة وتركيا والأردن.
مساعدات إنسانية تدخل السويداء وسط توتر بشأن الوفد الحكومي
دخلت قافلة مساعدات إنسانية من الهلال الأحمر السوري إلى السويداء، إلا أن الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، رفض مرافقة الوفد الحكومي للقافلة، وسمح بدخول الهلال الأحمر فقط، ما أدى إلى عودة الوفد إلى دمشق.
وكانت وزارة الصحة قد أعدت القافلة مسبقًا لكنها لم تتمكن من الدخول بسبب القصف الإسرائيلي. تضم القافلة 20 سيارة إسعاف وفرقًا طبية وأدوية، كما تم تأمين ممرات آمنة للمستشفى الوطني بعد تطبيق وقف إطلاق النار.
تصريحات دولية: سوريا على مفترق طرق
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن "سوريا تمر بمرحلة حرجة" وطالب بوقف فوري للقتال ونبذ الانتقام. بدوره، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو دمشق إلى منع "الجهاديين" من دخول الجنوب السوري، واصفًا ما يحدث بـ"المجزرة المستمرة".
مواقف متباينة من الدروز والعشائر
أعلن فصيل "رجال الكرامة" خلو المدينة من مقاتلي البدو، فيما دعا تجمع عشائر الجنوب إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، مع ضمان عودة النازحين وفتح قنوات الحوار. وأكدوا أن القتال كان دفاعًا عن النفس فقط.
من جهتها، دعت الرئاسة الروحية للدروز إلى وقف القتال والاحتكام لصوت العقل والإنسانية، مؤكدة أن الجبل كان دائمًا ملجأً للمظلومين.
تصريحات رسمية وتحذير من استغلال خارجي
قال رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إن تدخل إسرائيل نقل البلاد إلى وضع خطير. وأشار إلى أن بعض الفصائل الداخلية أساءت استخدام السويداء في صراعات دولية، مضيفًا أن انسحاب الدولة من بعض المناطق فتح الباب أمام انتهاكات ضد البدو، ما دفع العشائر إلى التحرك لفك الحصار.
أرقام مرعبة: أكثر من ألف قتيل و128 ألف نازح
أفاد المرصد السوري بمقتل 336 مقاتلاً درزيًا و298 مدنيًا درزيًا، 194 منهم أُعدموا ميدانيًا، إضافة إلى مقتل 342 عنصرًا من وزارة الدفاع والأمن، و21 من أبناء العشائر. وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 15 عنصرًا من القوات الحكومية.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 128 ألف شخص، منهم 43 ألفًا في يوم واحد فقط، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها أسبوع من القتال في السويداء.