تتعدّد المكاسب الاقتصادية والتجارية لمملكة البحرين من نتائج الزيارة الكبيرة والناجحة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، خلال الأيام الماضية، وفقاً للتوجيهات الملكية السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
ولعل من أبرز المكاسب الاقتصادية الجمّة من تلك الزيارة الناجحة، ما تمّ الإعلان عنه من حزمة استثمارية تبلغ قيمتها نحو 17 مليار دولار، وتشمل اتفاقيات وإعلانات تعاون في المجالات المختلفة بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى إطلاق رحلات جوية مباشرة بين المنامة ونيويورك، دعماً لجهود الربط الاقتصادي والسياحي والتجاري بين البلدين، وتعزيزاً للانفتاح البحريني على السوق الأمريكية، فضلاً عن تفعيل التعاون الاستراتيجي بين شركة "ممتلكات" وعدد من الشركات الأمريكية، بقيمة إجمالية تصل إلى ملياري دولار، بهدف خلق فرص عمل في الصناعات التحويلية المرتبطة بالألمنيوم.
كما تضمّنت الزيارة، التشديد على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة وبخاصة في مجال الطاقة النووية، حيث تمّ التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى التوقيع على اتفاقية ثلاثية لانضمام المملكة المتحدة الصديقة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA)، وإيجاد حلول تقنية لشبكة المعلومات والاتصالات الحكومية من شركة "سيسكو" الأمريكية، بالإضافة إلى إنشاء كابل ألياف ضوئية بحري بطول 800 كلم، في شمال الخليج العربي يربط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وجمهورية العراق، مع الشبكات العالمية.
كما تمثّل نجاح الزيارة أيضاً في الإعلان عن استثمار 10.7 مليار دولار من عدد من المؤسسات المالية ومؤسسات القطاع الخاص بمملكة البحرين في الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبها، أعلنت شركة "طيران الخليج"، الناقلة الوطنية لمملكة البحرين عن "توسّع رئيسي في شبكة خطوطها في قارة أمريكا الشمالية من خلال إطلاق رحلاتها المباشرة إلى مطار جون إف. كندي في مدينة نيويورك الأمريكية، وتُشكّل هذه الخدمة إضافة استراتيجية لربط مملكة البحرين بمركز تجاري وثقافي رئيسي على مستوى العالم". وذكرت الشركة أنه "اعتباراً من 1 أكتوبر 2025، ستُسيِّر طيران الخليج ثلاث رحلات أسبوعية إلى مطار جون إف. كندي بنيويورك على متن طائراتها من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر، وفي المرحلة الأولى، ستُشغّل الرحلات عبر القاعة رقم 1 الحالية في مطار جون إف. كندي وتنوي الشركة الانتقال إلى القاعة الجديدة في المطار اعتباراً من يونيو 2026، مما سيمنح المسافرين تجربة سفر أكثر سلاسة وعصرية تتماشى مع معايير الخدمة المتميزة لطيران الخليج".
وقد تضمّنت الزيارة أيضاً التوقيع على اتفاقية تزويد شركة "طيران الخليج" بـ18طائرة جديدة من طراز B787 من شركة "بوينج" للطائرات التجارية، ومذكرة تفاهم لتزويد شركة "طيران الخليج" بـ36 محرك طائرات من شركة "جنرال إلكتريك للطيران".
كما أعلنت الشركة عن "توقيع اتفاقية مع شركة بوينج لطلب 18 طائرة من طراز 787 دريملاينر بقيمة إجمالية تصل إلى 4.6 مليار دولار، في خطوة مهمة تعكس استراتيجية الشركة طويلة الأمد لتحديث أسطولها الجوي ودعم توسّع شبكة خطوطها. وستكون الطائرات الجديدة مزوّدة بمحركات من شركة GE Aerospace، مما يعزّز من التزام طيران الخليج بالتميّز في أدائها التشغيلي، واستدامة عملياتها ولمواصلة الارتقاء بتجربة المسافرين".
وبحسب ما ذكر رئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الخليج، خالد تقي، "تُمثّل هذه الاتفاقية لطلب الأسطول الحديث من طائرات 787 دريملاينر التي تحظى بشعبية كبيرة من قِبل المسافرين، خطوة مهمة في مسيرة طيران الخليج المتواصلة نحو النمو والتطوير، مما يُسهم في زيادة إجمالي الطاقة الاستيعابية للمسافرين بأكثر من 20%. كما تعكس الرؤية الاستراتيجية لتقديم تجربة طيران أكثر كفاءة في استهلاك الوقود واهتماماً بالبيئة، وأكثر تركيزاً على راحة المسافرين".
ونوّهت الشركة إلى أن "طائرة بوينج 787 دريملاينر تُعدّ من الطائرات الرائدة بفضل كفاءتها العالية في استهلاك الوقود، وتقنياتها المتطورة، وراحتها الفائقة للمسافرين، مما يجعلها من الطائرات الأساسية في أسطول طيران الخليج الحالي والمستقبلي. وستُسهم هذه الطائرات في دعم عمليات الناقلة على المدى البعيد وخططها التوسعية وأهدافها في مجال الاستدامة".
ووقّعت "طيران الخليج" و"بوينج" مذكرة تفاهم لبحث إمكانات ورش العمل وقدراتها في مملكة البحرين، والتي تقضي بالتزام الطرفين بتقييم الشراكات الاستراتيجية المحتملة لتوطين عمليات صيانة الطائرات MRO في المملكة.
وبحسب الإعلام الرسمي، يدعم الاتفاق مع "بوينج" جهود "طيران الخليج" في تعزيز مكانة مملكة البحرين كمركز إقليمي رائد في مجال الطيران، بما يواكب الحرص على تعزيز الاستدامة والتنوع الاقتصادي والربط الجوي الدولي.
في السياق ذاته، أعلنت "Beyon"، "توقيع اتفاقية لتطوير مشروع "شمال الخليج"، وهو نظام كابل بحري ممتد لمسافة 800 كيلومتر، ويُعتبر امتداداً استراتيجياً لـ"كابل الخليج" من خلال ربط مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وجمهورية العراق".
وسيتمّ تطوير المشروع الجديد، المملوك بالكامل والمُدار من قِبل "Beyon" بالشراكة مع "SubCom"، الشركة العالمية المتخصّصة في أنظمة الكابلات البحرية التي تتولى حالياً تنفيذ نظام كابل الخليج.
ومِن المُخَطَّط أن تساهم توسعة شمال الخليج الاستراتيجية في تعزيز مكانة مملكة البحرين كمركز رقمي استراتيجي لربط المنطقة بدول العالم من خلال أحدث كابل بحري "SEA-ME-WE 6"، الذي يمتد لمسافة 21.700 كلم ويربط البحرين بـ14 دولة أخرى في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
وسيُسهم مشروع شمال الخليج في تعزيز قدرة المملكة على التعامل مع حركة وسيادة البيانات، فضلاً عن الاتصال العالمي، ودعم المرونة الرقمية، والأمن السيبراني.
ومن المتوقع أن يوفّر مشروع كابل شمال الخليج حلول اتصالات عالمية متطورة، وقد صُمّم لتلبية الاحتياجات المتزايدة لكبرى شركات الحوسبة السحابية، ومزوّدي الخدمات الرقمية، والهيئات الحكومية، كما سيُساهم في تعزيز مسارات تبادل البيانات، فضلاً عن رفع كفاءة واستقرار الشبكات على المستويين الإقليمي والدولي.
إنّ تلك الاتفاقيات والإعلانات التي تمّ الإعلان عنها خلال الزيارة تؤكد على الشراكة الاستراتيجية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية من خلال توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، ومتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبجهود متميّزة لـ"فريق البحرين"، الأمر الذي يصبّ في صالح الاقتصاد الوطني ورخاء المملكة.