تخطو العلاقات الاقتصادية بين البحرين ولبنان بشكل ملحوظ نحو مزيد من التطور والنمو في عدة مجالات حيوية، مع تركيز خاص على القطاعات المالية والتجارية والاقتصادية. ويعمل البلدان بشكل مستمر على تعزيز الشراكة بينهما عبر اتفاقيات ثنائية مصممة لدعم الاستثمارات وتوسيع مجالات التعاون. ومن بين الاتفاقيات المحورية التي تدعم هذا النهج اتفاقيات تجنّب الازدواج الضريبي، والتي تهدف إلى تسهيل التبادل التجاري وتشجيع المشاريع الاستثمارية المشتركة بين الطرفين.
ويمكن استعراض العلاقات الاقتصادية بين البحرين ولبنان من خلال مجموعة من المحاور الأساسية، أولها محور التطور والنمو السريع. العلاقات بين البلدين تتسم بزيادة ملحوظة في مجالات التجارة والمالية التي تعتبر ركائز أساسية للشراكة الثنائية. المحور الثاني يتمثل في السعي الدائم لتعزيز التعاون بين البلدين، وذلك عبر جهود مستمرة تهدف إلى توسيع آفاق الشراكات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الترويج المتبادل للاستثمارات.
أما المحور الثالث، فيتكامل مع المحورين السابقين من خلال تفعيل الاتفاقيات الثنائية، والتي تعد الأدوات القانونية لتنظيم وتطوير التعاون الاقتصادي. على سبيل المثال، اتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي تسهم بفعالية في تحسين فرص التعاون وتخفيف الأعباء المالية على المستثمرين.
إلى جانب هذه المحاور الأساسية، تجمع البحرين ولبنان سلسلة من الفعاليات الاقتصادية المشتركة التي تهدف إلى تسليط الضوء على الفرص الثنائية وتعميق الروابط. واحدة من أبرز هذه الفعاليات هي "قمة البحرين"، التي شكلت منصة مهمة لمناقشة الجوانب المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والمشاريع المشتركة. الاستثمار المتبادل يظهر كجزء لا يُستهان به ضمن استراتيجية التطوير الاقتصادي لكل بلد، حيث يسعى الطرفان إلى جذب الاستثمارات بما يحقق قيمة مضافة لاقتصاديهما.
التعاون الدبلوماسي يمثل جزءاً أساسياً في دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين. التحسن الملحوظ في مستوى التمثيل الدبلوماسي يُعزز الروابط الأخوية ويُفتح آفاقاً جديدة لتطوير القنوات التجارية والمالية. على صعيد القطاعات الرئيسية، تستثمر البحرين في تنويع اقتصادها مع التركيز على الخدمات المالية، بينما يُقدم لبنان فرصاً غنية في مجالات السياحة والخدمات بما يتلاءم مع متطلبات السوق الإقليمي والدولي.
وفي مجال السياحة، تُعد البحرين وجهة سياحية متطورة بفضل موقعها الاستراتيجي ومرافقها الحديثة، في حين يمتاز لبنان بطبيعته الخلابة وثقافته السياحية العريقة، ما يوفر فرصاً واعدة للتعاون السياحي بين البلدين.
بوجه عام يبدو أن البحرين ولبنان ملتزمان بدفع عجلة التكامل الاقتصادي نحو الأمام من خلال تنسيق جهودهما لإطلاق مبادرات مشتركة تُعزز التجارة والاستثمار، مما يُحقق مصالح الشعبين ويخدم التنمية المستدامة.
من جانبه أشار التاجر رضا البستاني إلى أن لبنان يحتل مكانة بارزة كمصدر رئيسي للمنتجات الغذائية والزراعية. وأوضح أن البحرين تستورد حمضيات وفواكه وخضروات لبنانية فضلاً عن زيت الزيتون والحلويات الشرقية. ومع ذلك، تحديات النقل البري في المنطقة أثرت نسبياً على الحركة التجارية بين البلدين، وهو ما يستدعي البحث عن حلول بديلة تسهل عملية التبادل التجاري بفعالية أكبر.
وشدد البستاني على أهمية إطلاق خطوط جوية مباشرة بين البحرين ولبنان لما لها من آثار إيجابية على تقليل تكلفة النقل وزيادة حجم التجارة الثنائية. كما أكد أن لبنان يشكل شريكاً استراتيجياً للأمن الغذائي في منطقة الخليج العربي بفضل توفر منتجاته الزراعية على مدار العام مثل البطاطا والبصل والزيتون. وفي ختام مداخلته أشار إلى أن تطوير هذه العلاقة لا يصب فقط في مصلحة المستثمرين بل يعود بالنفع المباشر على المواطن البحريني والمستهلك بشكل عام.