نشرت شركة إنتل نتائج دراسة جديدة أجرتها على أكثر من 5000 من العاملين في أقسام تكنولوجيا المعلومات وممثلي الشركات حول العالم، للكشف عن مدى تبني أجهزة الكمبيوتر العاملة بالذكاء الاصطناعي، والمعروفة باسم"AI PCs".

وأظهرت النتائج أن الاتجاه نحو هذه الأجهزة بات في تزايد واضح، لكن لا تزال هناك فجوات في الفهم ومخاوف تتعلق بالأمان تبطئ هذا التحول.

معظم الشركات بدأت بالفعل في استخدام AI PCs

وفقًا للدراسة فإن 87% من الشركات عالميًا إما بدأت بالفعل في استخدام أجهزة AI PC أو تخطط للقيام بذلك قريبًا.

وعلى الرغم من هذا التوجه أظهرت النتائج وجود فجوة معرفية بين الموظفين والإدارة، إذ إن 35% فقط من الموظفين لديهم فهم واضح لقيمة الذكاء الاصطناعي في هذه الأجهزة، بينما 51% من المديرين يرون فيها إمكانات كبيرة.

أمن المعلومات.. الشبح الذي لا يزال حاضرًا

المخاوف الأمنية كانت من أبرز العقبات التي رصدها التقرير، فقد صرح 33% من الشركات التي لم تعتمد بعد هذه الأجهزة بأن الأمن يشكل العائق الرئيسي.

والغريب أن هذه النسبة تنخفض إلى 23% بين من يستخدمون الحواسيب الذكية فعليًا، ما يشير إلى أن الخوف ربما يكون مرتبطًا أكثر بالتصورات المسبقة لا بالواقع الفعلي، وهذا يعني أن بناء الثقة حول خصوصية البيانات والتشفير المحلي قد يكون العامل الحاسم في توسيع نطاق التبني.

أجهزة جديدة في الطريق.. لكن ليست للجميع

رغم هذه التحديات فإن السوق يشهد حركة مستمرة نحو طرح أجهزة مدعومة بمعالجات أكثر كفاءة مثل Snapdragon X Plus أو Ryzen AI 5 330، ما يشير إلى نية واضحة لجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا من الحواسيب اليومية، وليس فقط تلك المخصصة للمحترفين، لكن تظل الأسعار والأداء وعمر البطارية عوامل مهمة تحدد قرار المستخدم، خصوصًا في ظل تباطؤ التحديثات السنوية في بعض الأجهزة التقليدية.

ذكاء اصطناعي.. أم مجرد ملصق تسويقي؟

يلاحظ أن مصطلح "حاسوب مدعوم بالذكاء الاصطناعي" يستخدم الآن بصورة فضفاضة، فكثير من التحديثات التي تدرج تحت هذا المسمى ليست بالضرورة تحولات جوهرية، بل قد تكون مجرد إضافة بعض الميزات المدعومة بالخوارزميات، دون أن تغير تجربة المستخدم فعليًا، وهذا يفرض سؤالًا منطقيًا: هل نعيش بالفعل ثورة الحوسبة الذكية، أم أننا ما زلنا نسوق لها؟