مع تزايد الاهتمام العالمي بمجال الذكاء الاصطناعي، برزت ظاهرة مقلقة تتمثل في انتشار معلومات غير دقيقة أو مضللة يتم تداولها من قِبل أفراد يفتقرون للخبرة أو الفهم العميق لهذا المجال. كثير من هؤلاء يسعون فقط إلى مواكبة الحدث، فيقومون بترجمة مقالات أجنبية أو تكرار مصطلحات متداولة دون وعي بالسياق أو الفروق الدقيقة في المفاهيم، مدفوعين برغبة في تحقيق منافع مهنية أو تجارية، وليس بمسؤولية علمية أو وعي معرفي.هذا النوع من الخطاب لا يُسهم فقط في تشويش المفاهيم الأساسية، بل قد يؤدي إلى تبنّي قرارات غير مدروسة أو تكوين تصورات خاطئة عن إمكانات الذكاء الاصطناعي وحدوده، خاصة لدى صُنّاع القرار أو الجمهور العام. وتزداد خطورة هذا التأثير حين يصل إلى الشباب، حيث يشكّلون الفئة الأكثر تفاعلاً مع المحتوى الرقمي والأكثر انفتاحاً على التقنيات الجديدة؛ إذ يمكن أن يقودهم هذا الخطاب المضلل إلى تبنّي تصوّرات غير واقعية، أو السعي وراء مسارات مهنية غير مناسبة.- من هم الأفراد المؤهلون للحديث عن الذكاء الاصطناعي؟الأهلية للحديث عن الذكاء الاصطناعي لا تتعلق فقط بالمسمى الوظيفي، بل بعمق الفهم، وارتباط التجربة العملية أو الأكاديمية بمجالات الذكاء الاصطناعي. من أبرز الفئات المؤهلة:1. مهندسو الذكاء الاصطناعي والمطورون:يمتلكون خبرة تقنية مباشرة في تطوير الخوارزميات والنماذج، ويعرفون قدراتها وحدودها.2. علماء البيانات ومهندسو التعلم الآلي:متخصّصون في تحليل البيانات وبناء النماذج التنبؤية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.3. الباحثون والأكاديميون في مجال الذكاء الاصطناعي:يساهمون في تطوير المعرفة العلمية من خلال دراسات وتجارب معمقة.4. المتخصّصون في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي:يناقشون الجوانب الحساسة مثل الخصوصية، والتحيّز، والمسؤولية القانونية.5. صانعو السياسات في مجال التقنية:يضعون أطراً تنظيمية توازن بين الابتكار والحماية المجتمعية.6. الممارسون في القطاعات المختلفة (الصحة، التعليم، القانون،... إلخ):لديهم خبرة مباشرة في تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع، مما يعطيهم فهماً تطبيقياً قيماً.7. المربّون والمثقّفون في التقنية:يسهمون في تبسيط المفاهيم ونشر الوعي بمسؤولية واحترافية، خصوصاً لدى غير المتخصّصين.- من هم غير المؤهلين للحديث عن الذكاء الاصطناعي؟عدم الأهلية لا يعني بالضرورة سوء نية، بل في كثير من الأحيان تعود إلى نقص الوعي أو الفهم التخصّصي. من الأمثلة على الفئات غير المؤهلة:1. من يخلطون بين الذكاء الاصطناعي والخيال العلمي:ويطرحون توقعات غير واقعية أو سيناريوهات درامية لا تستند إلى الواقع العلمي.2. من يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي بمنطق الأدوات التجارية أو فرص العلاقات العامة:هذه الفئة تشمل الأفراد أو الجهات التي تتعامل مع الذكاء الاصطناعي بوصفه مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب تسويقية أو تجارية آنية، دون فهم عميق لتقنياته أو تأثيراته طويلة المدى.3. من يعتمدون على التكرار أو النقل دون تطوير فهم أصيل:يكتفون بإعادة نشر محتوى مترجم أو تدوينات منشورة دون تمحيص أو تحليل، ويعتمدون على المصطلحات الشائعة دون بناء فهم منهجي، مما يؤدي إلى تضليل الجمهور أو نشر تصورات غير دقيقة.4. من يقدمون توصيات أو استشارات مبنية على مواقف شخصية أو معتقدات غير علمية:يروجون لآراء حول تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات بناءً على انطباعات عامة أو قناعات غير مدعومة بالبيانات، مما قد يؤدي إلى قرارات استراتيجية خاطئة.5. من يفتقرون إلى الوعي بتطورات المجال ومصادره الأساسية:يعتمدون على معلومات قديمة أو غير موثوقة، دون متابعة للأبحاث المعتمدة، أو دون فهم للتغيرات المتسارعة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي عالمياً، مما يجعل مداخلاتهم غير دقيقة أو منقطعة الصلة بالواقع.