الروماتيزم هو مرض مزمن يُسبب التهابًا وألمًا في المفاصل، وقد يؤدي مع الوقت إلى تلف المفاصل وصعوبة في الحركة، ويحدث بسبب خلل في جهاز المناعة يجعله يهاجم أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ، كما يمكن أن يؤثر الروماتيزم أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم مثل القلب أو الرئتين.

ما هو الفرق بين الروماتيزم والروماتويد

الروماتيزم مصطلح عام يُشير إلى أي مرض يُصيب المفاصل أو العضلات أو الأنسجة الضامة، سواء كان التهابياً أو غير التهابي، أما الروماتويد هو نوع محدد من الروماتيزم يُعرف طبيًا باسم التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض مناعي مزمن يهاجم المفاصل.

أسباب حدوث الروماتيزم

لا يوجد سبب واحد محدد للروماتيزم، لكنه يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة، وهناك عدة عوامل تزيد من احتمال الإصابة به منها: عوامل الوراثة، في حال وجود تاريخ عائلي للمرض يزيد من خطر الإصابة، أو قد يعود السبب إلى خلل مناعي حيث يهاجم جهاز المناعة المفاصل عن طريق الخطأ.

أو حدوث عدوى فبعض أنواع العدوى قد تثير رد فعل مناعي غير طبيعي، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، إلى جانب العوامل البيئية مثل التعرض للدخان أو المواد الكيميائية، كذلك التدخين يزيد من احتمالية الإصابة وشدة الأعراض، والضغوط النفسية والبدنية قد تسهم في ظهور أو تفاقم المرض.

كيفية تشخيص الروماتيزم

يتم التشخيص من خلال عدة طرق في مقدمتها مراجعة التاريخ الطبي، والفحص السريري، ويفحص الطبيب المفاصل للكشف عن التورم، الاحمرار، الحرارة، نطاق الحركة.

كذلك يمكن اللجوء إلى تحاليل الدم للكشف عن علامات الالتهاب والمناعة، مثل: عامل الروماتويد، الأجسام المضادة، معدل ترسيب كريات الدم الحمراء، بروتين C التفاعلي، إلى جانب الأشعة والفحوصات التصويرية مثل أشعة سينية، الرنين المغناطيسي، الموجات فوق الصوتية.

أعراض الروماتيزم

هناك أعراض عامة من بينها تعب وإرهاق مزمن، ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، فقدان الوزن غير المبرر، فقدان الشهية، أو حدوث تكتلات تحت الجلد عُقيدات روماتويدية، جفاف في العين والفم، أعراض قلبية أو رئوية، التهاب الأوعية الدموية في بعض الحالات الشديدة.

أما أعراض المفاصل فتتمثل في حدوث ألم شديد، خاصةً المفاصل الصغيرة مثل أصابع اليدين والقدمين، وتورم وانتفاخ المفاصل، وحدوث تيبس في المفاصل، خصوصًا في الصباح أو بعد الراحة الطويلة تيبّس صباحي يدوم لأكثر من 30 دقيقة، احمرار وسخونة المفصل، ضعف في المفصل أو صعوبة في تحريكه.

مخاطر الروماتيزم

تتعدد مضاعفات الروماتيزم حسب حالة كل مريض، ومن أهم المضاعفات تلف المفاصل الدائم، وهو الالتهاب المزمن الذي يؤدي إلى تآكل المفصل، وتلف الغضاريف والعظام، إلى جانب حدوث مشاكل القلب والأوعية الدموية وتتمثل في تصلب الشرايين، النوبات القلبية، السكتات الدماغية.

كذلك قد يؤدي الروماتيزم إلى أمراض الرئة، مثل تليف الرئة أو التهاب الغشاء المحيط بالرئة (الغشاء البلوري)، وقد يشعر المريض بضيق تنفس وسعال مزمن، أو التهاب الأوعية الدموية.

كما قد تؤدي إلى مشاكل في العين مثل جفاف العين، التهاب الصلبة أو القرنية، قد تؤثر على الرؤية في الحالات المزمنة.

علاج الروماتيزم

يبدأ العلاج باستخدام أدوية مضادة للروماتيزم المُعدِّلة للمرض، تُبطئ تقدم المرض وتمنع تلف المفاصل، إلى جانب الأدوية البيولوجية، وتستهدف أجزاء معينة من الجهاز المناعي، مثل إيتانيرسيبت، أداليموماب، إنفليكسيماب، إضافة إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والكورتيزون.

ويتمثل العلاج غير الدوائي في العلاج الطبيعي، حيث يُحافظ على حركة المفاصل وقوتها، مع ممارسة تمارين خاصة لتحسين اللياقة بدون إرهاق المفاصل، والعلاج الوظيفي من خلال تعليم المريض طرقًا ذكية لاستخدام المفاصل وتجنب الإجهاد الزائد، مع ضرورة الاهتمام بالدعم النفسي، فالروماتيزم مرض مزمن، وقد يصاحبه اكتئاب أو قلق.

مع ضرورة اتباع نظام صحي متكامل من خلال الحفاظ على وزن صحي لتخفيف الضغط على المفاصل، وتناول غنية بأوميغا 3 (مثل السمك)، أو مضادات الأكسدة (خضروات وفواكه)، وممارسة الرياضة بانتظام.

بينما يتمثل التدخل الجراحي في الحالات المتقدمة، إذا حدث تلف شديد في المفاصل، وتشمل استبدال المفصل، تنظيف المفصل، تصحيح تشوه المفصل.