حين يختار ماركوس راشفورد القميص رقم 14 مع نادي برشلونة، فإنه لا يكتفي بارتداء رقم بل يحمل على كتفيه إرثًا ثقيلًا سطّره عظماء عبر تاريخ النادي الكتالوني. راشفورد يدخل موسم 2025/2026 عازمًا على إعادة بريق الرقم الأسطوري الذي ارتداه كرويف، هنري، وماسكيرانو، ليصبح امتدادًا جديدًا لحكاية بدأت قبل نصف قرن.
لماذا اختار راشفورد القميص رقم 14؟
بحسب مصادر مقربة من اللاعب، فإن راشفورد اختار الرقم 14 بدافع الإعجاب الكبير بالمهاجم الفرنسي تييري هنري، الذي كان قدوته في مرحلة الطفولة. هذا الرقم يُجسد بالنسبه له أكثر من مجرّد قميص، بل هو رمز لطموحه وتاريخه الكروي الذي تشكل تحت تأثير أحد أبرز من لعبوا بهذا الرقم في تاريخ برشلونة.
كرويف.. من رسّخ قيمة الرقم 14
يُعد الهولندي يوهان كرويف أول من منح الرقم 14 هيبته داخل أسوار «كامب نو»، حيث ارتداه خلال مسيرته مع برشلونة بين عامي 1973 و1978. قاد كرويف الفريق لتحقيق الدوري الإسباني في موسم 1973/1974، وهو اللقب الذي طال انتظاره لمدة 14 عامًا. وخلال تلك الفترة، سجل 48 هدفًا في 140 مباراة، وأسهم بشكل مباشر في تغيير أسلوب لعب برشلونة، واضعًا أسس «الكرة الشاملة» التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
كرويف توّج أيضًا بالكرة الذهبية ثلاث مرات، اثنتان منها خلال فترته مع البارسا، ليصبح أول أسطورة تُربط مباشرة بالقميص رقم 14 في تاريخ النادي.
تييري هنري.. الرمز الفرنسي في الكامب نو
حين انضم الفرنسي تييري هنري إلى برشلونة في 2007، اختار القميص رقم 14 تقديرًا لتاريخه السابق مع آرسنال، ونجح سريعًا في فرض بصمته. خلال ثلاثة مواسم، خاض هنري 80 مباراة وسجّل 35 هدفًا، وكان جزءًا أساسيًا من الجيل الذهبي الذي حصد دوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية، إلى جانب خمس بطولات محلية وقارية أخرى.
ماسكيرانو.. القائد الصامت برقم 14
بعد رحيل هنري، جاء دور الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، الذي حافظ على مكانة الرقم 14 داخل غرفة ملابس برشلونة لمدة 8 سنوات من 2010 إلى 2018. خاض خلالها 201 مباراة وسجل هدفًا وحيدًا، لكنه عوّض ندرة أهدافه بروح قتالية عالية ومساهمات دفاعية كانت حاسمة في فوز الفريق ببطولات عديدة، منها أربع بطولات دوري، ولقبين لدوري الأبطال.
من فشل في حمل الرقم 14؟
لم يحالف الحظ جميع من ارتدوا الرقم 14 بعد ماسكيرانو. فقد فشل البرازيلي فيليبي كوتينيو في تقديم المستوى المنتظر، رغم انتقاله من ليفربول بصفقة ضخمة في 2018. الأمر نفسه ينطبق على الهولندي ممفيس ديباي والبرتغالي جواو فيليكس، إلى جانب مالكوم وبابلو توري، الذين ارتدوا الرقم ذاته دون أن يتركوا تأثيرًا يُذكر في تاريخ النادي.
وكانت بعض هذه التجارب قصيرة جدًا، كحالة مالكوم الذي غادر بعد موسم واحد، أو فيليكس الذي لعب مع الفريق على سبيل الإعارة لموسم واحد فقط.
أسماء ارتدت الرقم 14 في برشلونة: من كرويف إلى راشفورد
يوهان كرويف (1973–1978)
تييري هنري (2007–2010)
خافيير ماسكيرانو (2010–2018)
مالكوم (2018–2019)
فيليبي كوتينيو (2018–2022)
ممفيس ديباي (2021–2023)
جواو فيليكس (2023–2024)
بابلو توري (2022–2025)
ماركوس راشفورد (2025–؟)