هبة محسن


أكد رئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة النائب أحمد السلوم أن برنامج «صناع القرار الاقتصادي» في نسخته السابعة، الذي انطلقت أعماله أمس بالتعاون مع الجامعة الأهلية، في قاعة المجلس بغرفة تجارة وصناعة البحرين، يسعى لبناء جيل جديد من القادة وصناع القرار الاقتصادي الواعي، القادر على مواجهة التحديات بثقة.

وأضاف أن البرنامج يهدف إلى تمكين شباب البحرين، وخاصة رواد الأعمال، من اكتساب الخبرات اللازمة لاتخاذ القرارات الاقتصادية التي تنعكس إيجابياً على شركاتهم ومؤسساتهم.

وقال السلوم للصحفيين «نسعى في الجمعية لتعزيز قدرات الشباب البحريني، من خلال توفير ورش عمل متخصصة تتيح لهم المشاركة الفعّالة في اللجان والمؤسسات، مما يمكنهم من التعرف على التحديات والحلول المناسبة في مجالات عملهم».

وأكد أن هذه الدورة تحتوي على مجموعة من الورش المتنوعة، بمشاركة متحدثين بارزين من الكوادر البحرينية ذات الخبرة الكبيرة في مجالاتهم. ستبدأ الورش من 28 يوليو وتستمر حتى 3 سبتمبر، حيث تشمل 12 محاضرة، تتبعها شراكة جديدة مع الجامعة الأهلية، بمشاركة عدد من الأكاديميين والدكاترة، مما سيعزز من قيمة البرنامج.

وأضاف: «سيتضمن البرنامج 22 محاضرة خلال هذه الدورة، مع التركيز على القضايا الاقتصادية والمالية، مما سيؤثر بشكل إيجابي على كيفية تعامل المشاركين مع مؤسساتهم. نحن نتطلع إلى حفل التخرج الذي سيقام في 28 سبتمبر، والذي سيشهد تخريج الكوادر التي استفادت من البرنامج».

وأشار السلوم إلى أن البرنامج في السنوات السابقة أثبت تأثيره الإيجابي في توجيه رواد الأعمال نحو اتخاذ قرارات اقتصادية ومالية سليمة. وأعرب عن فخره ببرنامج «صناع القرار»، مؤكداً أن عدد المشاركين هذا العام يتوقع أن يتراوح بين 60 إلى 70 شخصاً، وهو ما يعكس النجاح المستمر للبرنامج في استقطاب المشاركين من مختلف المؤسسات، بما في ذلك الحكومية والخاصة وكذلك خريجو الجامعات.

ولفت إلى أن برنامج صناع القرار الاقتصادي ليس مجرد تدريب تقليدي، بل هو مشروع وطني، يسعى لبناء جيل جديد من القادة وصناع القرار الاقتصادي الواعي، القادر على مواجهة التحديات بثقة، واتخاذ قرارات تنطلق من واقع الاقتصاد البحريني والخليجي، وتحاكي المتغيرات العالمية بروح المبادرة والانضباط والاستباق.

وقال السلوم في كلمته: «نحتفي بانطلاق النسخة السابعة من برنامج صُناع القرار الاقتصادي، هذا البرنامج الذي أصبح علامة بارزة في مسيرة التمكين الاقتصادي والوعي الاستراتيجي لرواد العمال في مملكة البحرين، ويحظى باهتمام رسمي مباشر بتعزيز قدرات القطاع الخاص، لا سيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة».

وأضاف، أن البرنامج هذا العام ينعقد تحت عنوان دقيق ومباشر «التحديات التي يواجهها رواد الأعمال في اتخاذ القرارات الاقتصادية»، وهو عنوان يعكس الواقع الذي نعيشه جميعاً، كصناع قرار اقتصادي، في ظل بيئة عالمية متغيرة، وأسواق متقلبة، وتشريعات متطورة، وكلها تفرض على رواد الأعمال امتلاك أدوات تحليل دقيقة، ورؤية استراتيجية، ومهارات مرنة لاتخاذ القرار الاقتصادي الرشيد، وتحقيق تطلعات رؤية البحرين الاقتصادية 2030، نحو تنمية مستدامة وعدالة اقتصادية شاملة».

وقفة وفاءواستذكر السلوم في كلمته الرئيس الفخري السابق للجمعية فاروق المؤيد قائلاً: «كان حاضراً معنا قلباً وروحاً، وركناً أصيلاً في كل نسخة من هذا البرنامج منذ انطلاقته، وكانت لمساته ومبادراته مصدر إلهام لنا جميعاً، وقد آلمنا رحيله كثيراً، فتوقفت النسخة الماضية حداداً على هذه القامة الوطنية الكبيرة ونعود اليوم لنستأنف المسيرة من جديد، وفاءً لذكراه، وامتداداً لإرثه الكريم. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته».

الشراكة المعرفية والمؤسسيةوأكد على أهمية الشراكة مع صرح تعليمي كبير كالجامعة الأهلية في تقديم النسخة السابعة من البرنامج، لافتاً إلى أهمية هذه الشراكة في تعزيز هذه الفعالية وتسهم في تحقيق أهدافها الرئيسية.

وقال: «نفخر بتنظيم النسخة السابعة من البرنامج بالتعاون مع الجامعة الأهلية في البحرين، والتي ترسخ مبدأ الشراكة المعرفية والمؤسسية، وتؤكد إيماننا بأن صناعة القرار الاقتصادي يبدأ من التعليم والتدريب، وينمو في بيئة الحوار والخبرة والتجربة».

تعزيز للشراكة البناءةمن جهتها، أكدت ممثلة الجامعة الأهلية د. أمينة شيبوه خلال افتتاح البرنامج، أن صناع القرار الاقتصادي لا يجمع بين المعرفة والتطبيق فحسب، بل يعكس روح الشراكة البنّاءة بين الجامعة الأهلية وجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، متطلعا لتوجيه الجهود من أجل المساهمة في دعم مسار التطوير الشامل في مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وبمتابعة وحرص من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وقالت شيبوه إن «تنظيم البرنامج دليل واضح على التزام مؤسساتنا الوطنية بتعزيز الوعي الاقتصادي، وتمكين رواد الأعمال والقيادات من اكتساب المعرفة المتعلقة بأدوات التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار الأمثل في ظل التحديات المتسارعة التي يفرضها الواقع الاقتصادي المحلي والعالمي».

ولفتت إلى أن الجامعة الأهلية آمنت منذ تأسيسها، أن رسالتها لا تقتصر على قاعات المحاضرات ومناهج التعليم، بل تتعداها إلى المشاركة الفاعلة في صناعة التغيير وتوجيه التنمية نحو آفاق أكثر استدامة وعدالة، ومن هذا المنطلق، كان تعاونها مع جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعاوناً طبيعياً نابعاً من إيمانها المشترك بأهمية الاستثمار في الإنسان، وتمكينه من قيادة مؤسسته، ومجتمعه بثقة، ومعرفة، واقتدار.

وأضافت، أن البرنامج ليس مجرد سلسلة من المحاضرات، بل حرصنا على أن تكون كل جلسة تدريبية مساحة حوار حيّ، ومختبراً لتبادل التجارب والخبرات وتحليل الواقع العملي، وصولاً إلى حلول فعالة تستند إلى بيانات وتحليل علمي عميق، حيث ساهم نخبة من أساتذتنا وخبرائنا في تصميم هذا المحتوى بعناية، مسترشدين بواقع بيئة الأعمال في البحرين والتحولات الاقتصادية التي تعصف بالعالم.

وشددت شيبوه على أن التحديات التي تواجه رواد الأعمال اليوم لا تُقاس بالأرقام وحدها، بل تتطلب قرارات سريعة مبنية على فهم واضح ودقيق، ورؤية مرنة، واستجابة ذكية لمتغيرات السوق، ومن هنا، جاء هذا البرنامج ليكون أداة تمكين حقيقية، تضع بين يدي المشاركين مفاتيح صناعة القرار، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

يُذكر أن برنامج «صناع القرار الاقتصادي» في نسخته السابعة يعقد على فترتين، حيث تقام الفترة الأولى في الفترة من 28 يوليو إلى 3 سبتمبر 2025، فيما تقام الفترة الثانية من البرنامج من 15 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2025.

ويختتم البرنامج في 8 أكتوبر المقبل، وسيشهد الحفل الختامي حضور رئيس مجلس الشورى علي الصالح، حيث سيتم تكريم وتوزيع شهادات المشاركة في البرنامج.