د. شيخة العليوي


ربما أصبح تداول مفردة «النووية» أكثر تجاوزاً لاستخدام مفردات «AI» خاصةً بعد الاحداث الأخيرة في العالم. فما هو العلم وراء القوى النووية. وسأركز في هذا المقال، حول التنظيم القانوني للقوى النووية في مملكة البحرين باعتباره أجدد موضوع علمي في المكتبة القانونية.

وابتداءً نبين أن العلم النووي والعلم الذري ليسا بمترادفين وإن كان هناك بعض التداخل فيما بينهما حول تفاعلات الطاقة، فالعلم الذري هو أشمل نطاقاً من العلم النووي، ذلك أن الأول يركز على الذرة بإلكتروناتها وأطيافها ومداراة النواة، في حين يركز الثاني على دراسة نواة الذرة «المركز» ومكوناته فحسب.

ولمملكة البحرين منظومة تشريعية مهمة وسباقة في دعم التنمية والطاقة المستدامة، ولذلك فقد أصدرت مملكة البحرين القانون رقم (17) لسنة 2008 بالموافقة على الانضمام الى الاتفاقية المعدلة للتعاون العربي في استخدام الطاقة الذرية في الأغراض السلمية، والقانون رقم (15) لسنة 2009 بالموافقة على النظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بصيغته المعدلة حتى 1989، كما صدر القرار رقم (29) لسنة 2009 بإنشاء اللجنة الوطنية لاستخدام الطاقة النووية في المجال السلمي، الى جانب القانون رقم (13) لسنة 2009 بالتصديق على الاتفاق بين مملكة البحرين والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتطبيق الضمانات في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والبروتوكول المرفق به، فضلا عن إصدار القانون رقم (10) لسنة 2011 بالتصديق على البروتوكول الاضافي للاتفاق المعقود بين مملكة البحرين والوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل تطبيق الضمانات في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.ومؤخراً، في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزارء حفظه الله للولايات المتحدة الأمريكية، تم توقيع مذكرة تفاهم في يوليو 2025 ما بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الطاقة النووية السلمية، وذلك في إطار التزام المملكة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060 وبما يسهم في مواجهة تحديات التغير المناخي وحماية البيئة.

محطةنظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» يوم أمس الأول حواراً فكرياً مثمراً حول «المسارات المستقبلية للطاقة النووية في مملكة البحرين»، وقد رسم كل من د. محمد بن شمس رئيس قسم الهندسة الكيميائية بجامعة البحرين، ود. عبدلله العباسي – مدير برنامج الطاقة والبيئة في مركز دراسات، ود. محمود إبراهيم – مدير برنامج إزالة الكربون وكفاءة الطاقة في شركة بابكو إنرجيز، لوحة فنية احترافية لمستقبل الطاقة النووية من كمية المعلومات الدقيقة والموزونة المقدمة بكل احترافية، فعلا كان حواراً إيجابياً بناءًا، نتطلع للمزيد حوله ليتم تنظيمه من قبل جهة «دراسات» الخبيرة دائماً في المجال، وبنفس المحاضرين الأكفاء في الإطار المؤسسي للجهات.