يحيي العالم في 14 نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي للسكري، وهو تاريخ حدّده كل من الاتحاد الدولي للسكري، ومنظمة الصحة العالمية، لإحياء عيد ميلاد فريديريك بانتين الذي أسهم مع شارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين في عام 1922، حيث باتت تلك المادة ضرورية لبقاء مرضى السكري على قيد الحياة. وبحسب منظمة الصحة العالمية يوجد حالياً 366 مليون شخص مصابون بالمرض حول العالم. ووفقاً لجمعية السكري البحرينية، ومركز الخليج التخصصي للسكري «جوسلين»، فإن البحرين تحتل المرتبة الثامنة عالمياً في معدل الإصابة بالمرض، بنحو 20% من عدد السكان البالغين، أي أن شخصاً من بين 5 أشخاص في المجتمع البحريني مصاب بالمرض، ومعظم المصابين يعانون من السمنة.وبالنسبة للأطفال، ففي البحرين يكتشف أكثر من 40 طفلاً مصاباً بالمرض المعتمد على الأنسولين، سنوياً. وأشارت تقارير المنظمة إلى أن السكري مسؤول عن 4.6 مليون حالة وفاة سنوياً، كما يتسبب المرض ومضاعفاته في وفاة شخص كل 7 ثوان. وصنف المرض من بين أكثر 10 أسباب للإعاقة، كما يسبب مضاعفات تهدد الحياة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلى والعمى.ويبقى شعار الحملة العالمية للتوعية ضد أمراض السكري: معاً يمكننا إحداث فرق!السكري عبء على الدولةمن جانبها، قالت نائب رئيس جمعية السكري البحرينية د.مريم الملا هرمس إن «مرض السكري يعد مشكلة تهدد مملكة البحرين لأنها تشكل عبئاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً على المجتمع بأكمله».وأوضحت أن «وزارة الصحة قامت بوضع استراتيجية وخطة تنفيذية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية والتي تشمل داء السكري للحد من الإصابة بالمرض والتقليل من مضاعفاته». ولفتت إلى أن «توجهات الوزارة تنصب في الوقاية من السكري من خلال برامج الرعاية الصحية الأولية، وقد تم توفير عيادات تخصصية للمرضى في الرعاية الصحية الأولية، حيث كان عددها في عام 1997، 3 عيادات فقط، ومنذ عام 2011، وبعد عودة أخصائيين مبتعثين لدراسة المرض تم افتتاح 12 عيادة للسكري في المراكز الصحية بنسبة 50%، وخلال الشهر الجاري سيتم تعميم عيادات السكري التخصصية على جميع المراكز الصحية بالمحافظات الخمس، ومن خلال هذه العيادات تم توفير جميع الأدوية واحتياجات المرضى، بحيث يسهل عليهم التعايش مع المرض وتوفر جميع الخدمات الصحية بسهولة».وذكرت د.مريم أنه من المتوقع أن «يستنزف داء السكري نحو 13% من ميزانيات الرعاية الصحية في منطقة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2025». وأوضحت أن داء السكري لدى الأطفال من النوع الأول هو أحد الأمراض الأكثر شيوعاً لدى الأطفال والناشئة وينتج المرض بسبب خلل في الجهاز المناعي، بالإضافة إلى تواجد القابلية الوراثية وعوامل بيئية مثل الالتهابات الفيروسية، مما يسبب تلف خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، لذلك يترتب على الطفل أخذ عدة حقن من الأنسولين بشكل يومي لتنظيم مستوى السكري في الدم. وأضافت أن «الوعي الصحي من أهم عوامل نجاح أي علاج خاصة الأمراض المزمنة ومنها السكري، ولابد للطفل المصاب بالسكري أن يحظى برعاية طبية وصحية تهدف إلى رفع الوعي الصحي لدى الطفل، ومن هذا المنطلق فقد تبنت جمعية السكري البحرينية مشروع الوحدة المتنقلة لرعاية الأطفال المصابين بالسكري وهو أحد مشاريع جمعية السكري البحرينية وبالتعاون مع نادي روتاري المنامة بهدف الوقاية من المرض، والحد من مضاعفاته من خلال نشر التوعية والتثقيف لدى الأطفال.أسباب الإصابة بالمرضوأوضحت د.مريم أن «السكري حالة مرضية مزمنة تنتج عن نقص في إفراز الأنسولين أو وجود خلل ما في الأماكن المحددة لهرمون الأنسولين على الخلايا مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة السكري بالدم وعندها تظهر أعراض مرض السكري». وذكرت أن «المرض ينقسم إلى نوعين هما النوع الأول الذي يعتمد على الأنسولين، والثاني لا يعتمد على الأنسولين، إضافة إلى سكري الحمل وهي حالة مؤقتة مع تلازم المرأة خلال فترة الحمل».وبشأن أسباب الإصابة بالمرض، قالت د.مريم إن من أبرز أسباب الإصابة بالمرض، السمنة والناحية الوراثية للشخص، إضافة إلى أمراض البنكرياس المزمنة، وأمراض الغدد الصماء، والتغير في نمط الحياة الغذائية وقلة النشاط اليومي. كما تطرقت د. مريم إلى أعراض المرض، مشيرة إلى أنها تشمل «كثرة التبول، والعطش، وجفاف الحلق، ونقص الوزن بالرغم من الشهية، والإرهاق والتعب، والالتهابات الجلدية المتكررة، والحكة الجلدية، وضعف أو فقدان البصر، ومضاعفات مرض السكري».مضاعفات مزمنةوأوضحت د.مريم أن «هناك مضاعفات مزمنة جراء الإصابة بالمرض، تتمثل في تصلب الشرايين، خاصة الأوعية الدموية التي تغذي القلب والعين والكليتين والقدمين، إضافة إلى اعتلال الأعصاب، وهو تلف الأنسجة العصبية في الجسم وخاصة الموجودة بالأطراف، وصعوبة التئام الجروح». ولفتت إلى أن «الوقاية من مضاعفات المرض تتمثل في التحكم والسيطرة على مستوى السكري بالدم، وتجنب الإصابة بضغط الدم والسمنة، والإقلال من تناول الدهن الحيواني، والامتناع عن التدخين، وتجنب التوتر النفسي والعصبية الزائدة».10 ملايين إصابة سنوياًمن جهته، أكد استشاري الغدد الصماء والسكري والمدير الطبي لمركز الخليج التخصصي للسكري «جوسلين» د.وئام حسين أن «مملكة البحرين تحتل المرتبة الثامنة عالمياً من حيث نسبة انتشار المرض ومعدل المصابين به»، مشيراً إلى أنه «وفقاً لآخر إحصائية أعلنها الاتحاد الدولي للسكري، فقد تراجعت مملكة البحرين من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الثامنة عالمياً من حيث نسبة انتشار المرض التي بقيت ضمن معدلاتها العالمية بنسبة 19.9%».وذكر أن «3 دول جديدة تقدمت على البحرين في ترتيب معدل الإصابة بالمرض وهي على التوالي لبنان وقطر والسعودية».وأشار د.حسين إلى أن «تقرير الاتحاد الدولي للسكري توقع أن تصل نسبة انتشار المرض في مملكة البحرين بحلول عام 2030 ما يقارب 20.2%».وأضاف أن «أكثر من 366 مليون شخص مصابين بداء السكري في العالم، ويُقدر أن 4.6 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب المرض ومضاعفاته». وأوضح التقرير أنه «يتوقع أن يتضاعف العدد في عام 2030 إلى ما يقارب 552 مليون مصاب أي واحد من أصل 10 بالغين وهذا يساوي تقريباً 3 حالات جديدة كل 10 ثوان أو 10 ملايين إصابة جديدة كل سنة تقريباً». وأشار إلى أن «الاتحاد الدولي للسكري كشف النقاب عن وجود ما يقارب 183 مليون شخص في العالم ليس لديهم علم بحالتهم الصحية وأغلبهم مصابون بسكري النوع الثاني».وذكر أن «زيادة انتشار الداء السكري من النوع الثاني مرتبطة بزيادة انتشار السمنة. وتشير التقارير الأخيرة الصادرة عن منظّمة الصحة العالميّة وعن الحملة الدوليّة للسمنة أن نحو 558% من حالات الداء السكّري عالميّاً يمكن أن تُعزى إلى زيادة مؤشّر الكتلة الجسديّة عن 21 كلغ/م2». وأوضحت التقارير أن «90% تقريباً من حالات الداء السكري من النوع الثاني ناتجة عن زيادة الوزن».يذكر أن «السُّكَّري هو متلازمة تتصف باضطراب الاستقلاب وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين، أو كلا الأمرين». ويعاني المصابون من مشاكل تحويل الغذاء إلى طاقة «الأيض»، فبعد تناول وجبة الطعام، يتم تفكيكه إلى سكر يدعى الغلوكوز ينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم. وتحتاج أغلب خلايا الجسم إلى الأنسولين ليسمح بدخول الغلوكوز من الوسط بين الخلايا إلى داخل الخلايا.وكنتيجة للإصابة بالسكري، لا يتم تحويل الغلوكوز إلى طاقة مما يؤدي إلى توفر كميات زائدة منه في الدم بينما تبقى الخلايا متعطشة للطاقة. ومع مرور السنين، تتطور حالة من فرط سكر الدم الأمر الذي يسبب أضراراً بالغة للأعصاب والأوعية الدموية.وتطرق د.حسين للحديث عن أبرز مضاعفات الإصابة بالمرض مشيراً إلى أن «منها الوفاة، أو الإصابة بأمراض القلب والسكتة وأمراض الكلى والعمى واعتلال الأعصاب والتهابات اللثة، والقدم السكرية، بل ويمكن أن يصل الأمر إلى بتر الأعضاء». وشرح د.حسين أبرز المضاعفات على النحو التالي:^ الوفاة: كلّ عام يتسبب المرض في وفاة 4.6 مليون شخص، وكلّ 7 ثوان يموت شخص من جرّاء أسباب تتعلّق بالمرض. ^ الأمراض القلبيّة الوعائيّة: تشكّل أمراض القلب أو الأوعية الدمويّة 75% من الوفيّات المرتبطة بالداء السكّري. ^ اعتلال الشبكيّة: يمكن أن يؤذي السكري البصر، ويسبّب الاعتلال البصري أو العمى، وبحسب الاتحاد الدولي للسكري، فهناك أكثر من 2.5 مليون شخص في العالم مصاب باعتلال الشبكيّة السكّري. ^ الاعتلال العصبيّ: يمكن أن يؤذي المرض الأعصاب في أنحاء الجسم كافة. ويمكن أن تكون النتيجة مشاكل في الهضم والتبوّل والإصابة بعنّة ومشاكل في وظائف أخرى كثيرة، لكنّ الأعضاء الأكثر تأثّراً بصورة عامة هي القدمان والساقان. وتشير التقارير إلى أن 70% من المرضى مصابون بأشكال مختلفة من الضرر في الجهاز العصبيّ الذي يمكن أن يؤدّي إلى ضرر حاد في الأطراف. ^ الاعتلال الكلوي: أصبح السكري المرض الأكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بقصور كلويّ. ^ العجز الجنسيّ: السكري السبب الأول للعجز الجنسي، إذ إن 35 إلى 50% من الرجال المصابين بالمرض يعانون من العجز الجنسي. ^ الكآبة: يصاب 25 إلى 33% من مرضى السكري بكآبة سريريّة.السيطرة على المرضوفي رد على سؤال يتعلق بأبرز النصائح للسيطرة على السكري لضمان حياة أفضل، قال د.حسين إن «هناك استراتيجيات لابد للشخص من اتباعها لكي يتمتع بمستقبل صحي ويضمن الوقاية من السكري وتتضمن زيارة مختص الغدد الصماء وطبيب مرض السكري، وإجراء الفحوص الخاصة بك بشكل منتظم لرصد العلاج الملائم، وإجراء اختبارات الدم بشكل منتظم، وعمل فحص سنوي للعينين، وزيارة طبيب الأسنان، مع ضرورة أخذ التطعيمات الحديثة مع لقاح الأنفلونزا السنوي، إضافة إلى فحص القدم يومياً والمحافظة عليها أن تبقى نظيفة وجافة، والاهتمام بترطيبها بالكريمات المرطبة الخاصة، ولبس الجوارب النظيفة، وتقليم الأظافر بعناية».
البحريــن الثامنـة عالميــاً في معدل الإصابــة بالسكــري بنحــو 20%
14 نوفمبر 2012