اقتربت ذكرى المولد النبوي الشريف، ولم تعد تفصلنا عنها سوى أيام معدودة، لتبدأ الاستعدادات بتدشين السرادقات الكبرى في الميادين وساحات المساجد، وتعلو أصوات المنشدين بالأناشيد التي تمجّد النبي محمد ﷺ، في أجواء روحانية تعبق بالمحبة والفرح.

في الوقت ذاته، تمتلئ الأسواق والشوارع بحلوى المولد الشهيرة، بأشكالها المتنوعة ونكهاتها المميزة؛ من السمسمية والحمصية إلى الحصان والعرائس، وغيرها من الأصناف التي ترسم الابتسامة على وجوهنا، وتغمر قلوبنا بالفرحة.

أصل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

وحينما يأتي المولد النبوي الشريف، تدور الكثير من الأسئلة في الأذهان حول مخترع طقوس الاحتفال بالعروسة والحصان في المولد النبوي الشريف، وفي هذا المقال نتغلغل في أعماق تلك الحكايات ونقف على جذور تلك الطقوس التي أصبحت تقليدًا يتوارثه الأجيال منذ مئات السنين.

أصل الحكاية

بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في القرن الرابع الهجري منذ أكثر من 1000 عام مع دخول الفاطميين إلى مصر، فأغلب روايات تقول إن صناع الحلوى استشفوا تلك الأشكال من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلويات على الناس بكميات كبيرة يوم المولد النبوي الشريف.

في حين هناك رواية أخرى تقول إن الحاكم كان يحرص على الخروج مع زوجته التي كانت ترتدي ملابس بيضاء جميلة يوم المولد النبوي الشريف، ما ألهمت صناع الفكرة من ابتكار حلوى على شكل فارس وعروس على حصان توزع في نفس التوقيت من كل عام أثناء مرورهما إلى أن أصبحت طقسًا متوارثًا مرتبطًا بـ موعد المولد النبوي الشريف.

مراحل تطور حلوى المولد

ومع مرور السنوات، أصبحت حلوى المولد جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والتاريخ المصري، فعلى الرغم من أنها بدأت على شكل حصان وعروس إلا أن المصريين أضافوا إليها تعديلات وألوان تواكب جميع فئات المجتمع على مر الزمان.

وعلى مر العصور، كانت الحمصية والسمسمية والملبن والفولية هي حلوى المولد السائدة بين المصريين، إلى أن اتخذت منحنيات جديدة وتطورت الصناعة في العصر الحديث حتى أصبحت هناك أنواع مستحدثة مصنوعة من الفستق والبندق والكاجو والمشمش وقمر الدين والقراصيا والكريز.